في دنيا الطعام .. ثمة حروب للشوكولاتة

إن قصص النجاح لمعظم شركات العالم ذات السمعة التي تملأ الدنيا كانت بسيطة، وهكذا هي كل بداية. وربما كان خلف كثير من النجاحات إنسان بسيط، إلا أنه يتصف بالجدية والمثابرة. وربما رحل ذلك الإنسان المؤسس ولم يحصد مازرع بجده وعرقه. (مارس) في حرب الخليج في السابع عشر من يوليو &# 1633;&# 1641;&# 1641;&# 1632;م طلب محامي شركة مارس، في وحدة المخابرات في شركة (مارس للإلكترونيات) التي تعتبر فرعا من الشركة الأم، موافاته بتقرير عن مجال عملها، وذلك بجمع المعلومات عن الأنشطة السياسية في العالم، والتي من المحتمل أن تؤثر على إمبراطورية مارس التي تبلغ قيمتها حوالي &# 1634;&# 1632; بليون دولار. وقد جاء التقرير مؤكدا أن لا خوف على نشاط الشركة من تهديدات صدام حسين بغزو الكويت، ولذلك فقد اتجه مديرون كبار في شركة مارس إلى الرياض عاصمة السعودية لاجتماع اعتيادي كان قد سبق التخطيط له؛ نظرا لأن السوق الاستهلاكية في الخليج العربي عموما سوق واعدة. وفي ذلك الوقت قام صدام حسين بغزوه الغاشم للكويت، ولكن الحدث لم يجعل مديري (مارس) يعودون أدراجهم، بل إنهم اتخذوا مقرا رئيسا في أحد الفنادق الكبرى في الرياض. ولم تثبط الأحداث همة المسؤولين في شركة (مارس) بل استمروا في السعي خلف المهمة التي جاؤوا من أجلها وهي الاستمرار في بيع ألواح شوكولاتة (مارس وميلكي وي) وبقية منتجات الشركة على الرغم من استمرار المحنة. وبالإضافة إلى ذلك حاول المسؤولون الاستفادة من المحنة نفسها، فاتجهوا إلى القيادة المركزية للجيوش الأمريكية في المنطقة، وحاولوا إقناعهم بأن ألواح شوكولاتة سنيكر مهمة للجيوش مثل أهمية الأسلحة! وأشاروا كذلك إلى أن شركة (مارس) هي الوحيدة التي تملك مخازن مكيفة الهواء في الخليج، كما تملك أسطولا كبيرا من الشاحنات مكيفة الهواء، وتبعا لذلك فقد تلقت شركة (مارس) إشارة الموافقة على شحن منتجاتها لتمويل الجيش الأمريكي في الخليج. صراع الجبابرة في الماضي كانت شركة (هيرشي)- وليست شركة (مارس) هي المتعهدة الأساسية لتقديم الحلوى للجيش الأمريكي، فقد قامت شركة هيرشي - العدو اللدود لشركة مارس- بتوفير الحلوى للجنود الأمريكيين منذ الحرب العالمية الأولى. وفي عام &# 1633;&# 1641;&# 1635;&# 1639; عملت الشركة مع مركز قيادة الجيش الأمريكي لتطوير ألواح من الشوكولاتة عالية المحتوى من الطاقة، يمكن أن تزود الجنود بما يحتاجون إليه من غذاء عندما لا يتوفر لهم ما يأكلونه غيرها. وكانت النتيجة إنتاج لوح من الشوكولاتة عالي القيمة الغذائية يحتوي على &# 1638;&# 1632;&# 1632; سعرة حرارية. وخلال الحرب العالمية الثانية عملت مصانع (هيرشي) ليلا ونهارا لإنتاج الملايين من ألواح الشوكولاتة تلك. وبنهاية الحرب العالمية الثانية أصبحت شركة هيرشي اسما لامعا ارتبط بالوطنية. ولذلك لم تكن مستعدة للتخلي عن مكانتها وهي المعروفة بأنها المورد الأول للحلوى للجيش الأمريكي. أما في أثناء محنة الكويت فقد كانت شركة (هيرشي) تعمل بجنون لإنتاج لوح من الشوكولاتة أسمته لوح الصحراء يمكن أن يتحمل درجات حرارة تصل إلى &# 1633;&# 1636;&# 1632; درجة (فهرنهايت) دون أن يسيح، ودشنت الشركة حملتها الدعائية بإنتاجها لوح الشوكولاتة الذي يسيل في فمك وليس في الرمال. وعندما أعلن البنتاجون عن تقديم العروض للحصول على عقد توفير ألواح شوكولاتة لا تذوب يبلغ &# 1638;.&# 1641; مليون دولار فازت به شركة (مارس). بشكل مفاجئ. ولكن شركة (هيرشي) لم تكن مستعدة للاستسلام، حيث قامت برفع قضايا تضليل وتبذير ضد شركة (مارس) مدعية أن لوح شوكولاتة مارس الذي لا يذوب لا يضاهي لوح الصحراء الذي تنتجه هيرشي. ولمدة أربعة أشهر استمر التراشق بالكلمات والتهم بين الشركتين اللتين تشتركان في حصة الأسد من سوق صناعة الحلوى في الولايات المتحدة الأمريكية. وانتهت القضية بأنه لا يمكن فسخ العقد الذي فازت به شركة (مارس). على الرغم من أن الأمر يصعب تصديقه إلا أن شركتي (مارس وهيرشي) كانتا في يوم ما حليفتين. ولاستيعاب الأمر يجب أن نعود إلى الوراء لاستعراض تاريخ الشركتين. قصة هيرشي فبالنسبة إلى (ميلتون هيرشي) الذي ولد في عام &# 1633;&# 1640;&# 1637;&# 1639;م لم يكن الدرب يسهل الوصول، فقد نشأ في عائلة تتناقض فيها شخصيتا الأب والأم. فقد كان أبوه إنسانا مغامرا طالما حلم بأن يصبح مخترعا أو مستكشفا. وفي سبيل ذلك قاد العائلة إلى حواف الإفلاس عدة مرات. أما أمه فقد كانت امرأة متدينة ترغب في استقرار عائلتها وفي حصول أولادها على تعليم تقليدي على طريقة تلك الأيام. وقد أظهر (ميلتون) الصغير اهتماما بصنع الحلوى فشجعته والدته على ذلك وأرسلته ليعمل وهو في الرابعة عشرة من عمره في محل معروف بصنع الحلوى، وبعد أربع سنوات من العمل في هذا المجال اقترض (ميلتون)&# 1633;&# 1637;&# 1632; دولارا من والدته ليبدأ عمله في مجال صناعة الحلوى، وعندما صادف قليلا من النجاح تدخل والده في عمله بأحلامه وأفكاره مما دفع بالمحل الصغير إلى الإفلاس. وعاد بعدها (ميلتون هيرشي) الصغير إلى العمل في محل آخر لصنع الحلوى، حيث تعلم كيف يصنع حلوى الكراميل الممتازة. ثم انتقل إلى مدينة نيويورك وافتتح محلا لصنع الحلوى صادف نجاحا في البداية، ثم خسر المحل واضطر إلى إغلاقه. وعاود ميلتون المحاولة مرة أخرى مسلحا بقدرين من النحاس وكمية من الدبس وأخرى من السكر. وأخذ يصنع حلوى الكراميل وأمه وخالته يغلفانها بالورق. ثم يقوم بالتجوال لتسويقها وقد نجح في هذه المرة. وأخذت شركة (كراميل لانكاستر) تنمو حيث أخذ ميلتون يشتري مصانع الحلوى واحدا بعد الآخر ويضمها إلى شركته، وكان (ميلتون) وهو في الثالثة والثلاثين من عمره أكثر غنى مما كان يحلم. واشترى لأمه منزلا في (لانكاستر) وأحاط نفسه بكل ماهو غال. تزوج (ميلتون) في عام &# 1633;&# 1640;&# 1641;&# 1640;، وفي إحدى سفراته إلى أوروبا عام &# 1633;&# 1641;&# 1632;&# 1635; عاد بفكرة بناء مدينته السعيدة التي ستكون مثالا للقرية الصناعية التي يحترم فيها التعليم واللهو مثل احترام العمل المضني، ويخطط لبناء المدينة حول مصنع لإنتاج الشوكولاتة بالحليب. مملكة الشوكولاتة في التسعينيات من القرن التاسع عشر لم يكن أغلب سكان أمريكا قد تذوقوا الشوكولاتة، وحتى ميلتون نفسه لم يكن قد رأى تصنيع الشوكولاتة إلا في عام &# 1633;&# 1640;&# 1641;&# 1635; م في شيكاغو. هناك شاهد ميلتون صانع شوكولاتة ألمانيا يحول الشوكولاتة إلى معجون ثم يصبه في قوالب ويتركه حتى يبرد ويتجمد. وبعد أن تذوق (ميلتون) الشوكولاتة قام بشراء كل الكمية التي يعرضها الألماني وشحنها إلى (لانكاستر) حيث ولدت شركة هيرشي للشوكولاتة في عام &# 1633;&# 1640;&# 1641;&# 1636;م. في البداية صنع (ميلتون) قطعا من الشوكولاتة المحلاة البسيطة التركيب بأشكال مختلفة متبعا في ذلك الأسلوب الأوروبي في صناعة الشوكولاتة، ولكن حبه للتجديد والابتكار جعله يقرر أن ينتج شوكولاتة بالحليب. ولكن المشكلة كانت أن من الصعب دمج الشوكولاتة التي ترتفع فيها نسبة الدهن مع الحليب الذي تبلغ نسبة الماء فيه حوالي &# 1641;&# 1632;&# 1642;. وللتغلب على تلك المشكلة أقام (ميلتون) مركزا صغيرا للأبحاث لإجراء تجاربه. وبعد أشهر من التجارب الفاشلة استعان بمن لديهم خبرة سابقة في مجال صناعة الحلوى، واستطاع إنتاج شوكولاتة فاتحة اللون معتدلة الطعم نجحت نجاحا منقطع النظير بعد تسويقها. وكان (ميلتون) يؤمن بأن الشوكولاتة الغنية بالطاقة والعناصر الغذائية يجب أن تكون متاحة للجميع، ولذلك قام بتخفيض أسعار ألواح الشوكولاتة لتصل إلى خمسة (سنتات) للوح الواحد، وجعلها متوفرة في جميع محلات البقالة الصغيرة المنتشرة في كل مكان. وفي مملكة الشوكولاتة التي بناها (ميلتون)، الذي لم يرزق بأولاد، وضع جميع التسهيلات والخدمات التي يحتاج إليها العاملون في شركته، فمن مدارس إلى أماكن ترفيه، إلى مساكن مزودة بأحدث التقنيات المتوفرة في ذلك الحين. ووفر (ميلتون) خدمات طبية وخدمات تأمين للعاملين لديه، وفي المقابل كان يطالبهم بساعات عمل طويلة. &# 1634;&# 1633; مليون دولار فقط! وجاءت سنوات الركود الاقتصادي فعانت منها شركة (هيرشي) كما عانى غيرها، وبلغ دخلها في عام &# 1633;&# 1641;&# 1635;&# 1635;م حوالي &# 1634;&# 1633; مليون دولار، أي نصف ماكان عام &# 1633;&# 1641;&# 1634;&# 1641;م. ولم تتأثر الأرباح فقط بل بدأ العمال يطالبون بزيادة الرواتب وخفض ساعات العمل. وعندما لم تستجب الشركة لجميع مطالبهم أضرب العمال، واحتموا بالمصنع مغلقين أبوابه، وعندما وجد المزارعون، الذين تأثرت مبيعات حليبهم بسبب إضراب عمال المصنع، أن المشكلة قد طالت اقتحموا المصنع وفتكوا بالمضربين، مما نتج عنه إصابات كثيرة بين العمال والمزارعين. ولكن أبلغ الإصابات هي التي أصابت (ميلتون هيرشي)، الذي بلغ الثمانين من عمره، في الصميم. فلم يكن يتوقع أن يعامله العمال بهذا الشكل بعد أن وفر لهم الحياة الكريمة ورغد العيش. لقد غيره الإضراب. وعندها وقعت شركة هيرشي على اتفاقية مع اتحاد العمال الأمريكيين لتقليل ساعات العمل وزيادة الأجور. وقد قام (ميلتون) بالتوقيع على الاتفاقية دون أن ينبس ببنت شفة، ولكن في السنوات التي تلت ذلك انسحب من العمل في الشركة ومن الاشتراك في نشاطات المدينة. صعود شركة مارس في أحد أيام أغسطس من عام &# 1633;&# 1641;&# 1635;&# 1641;م وصل (فورست مارس) الذي يبلغ الخامسة والثلاثين من العمر إلى مدينة شوكولاتة هيرشي، وبعد أن طاف بمصنع الشوكولاتة طلب مقابلة رئيس الشركة قائلا: أخبره أن (فورست مارس) يريد مقابلته. وقد تعرف (وليام موري) رئيس الشركة المعين من قبل ميلتون هيرشي على الرجل في الحال. فشركة مارس تنتج شوكولاتة (ملكي وي) التي هي عبارة عن لوح (نوجا) عادي مغطى بشوكولاتة هيرشي. وبعد تبادل عبارات الترحيب المعتادة أخرج (فورست مارس) من جيبه منديلا وضعه على المكتب وعرض محتوياته على وليام موري قائلا: انظر. ورأى موري مجموعة من الحلوى الصغيرة الزاهية الألوان بحجم ظفر الإبهام، فقال فورست مارس: إنها شوكولاتة.. إنني أحتفظ بها في جيبي منذ أن خرجت من نيويورك جرب واحدة. وأصابت موري الدهشة فلم يبد أن الشوكولاتة قد تأثرت بالحرارة، وأخذ واحدة منها وتذوقها قائلا : هذا رائع. أخذ (فورست مارس) يتكلم بحماس كبير عن الشوكولاتة التي لا تذوب، وأن الناس سيستطيعون تناولها في العالم كله، وأنه يريد أن يبدأ في تصنيعها حالا. ولذلك يحتاج إلى المزيد من المال والمعدات والدعم. وشرح (فورست) الأمر بقوله: إنه سيقدم &# 1640;&# 1632;&# 1642; من رأس المال، والـ&# 1634;&# 1632;&# 1642; الباقية سيقدمها ابن موري واسمه (بروس) والذي سيعينه فورست نائبا لرئيس الشركة، وأضاف: ستوفر أنت الشوكولاتة وأوفر أنا المنتج جاهزا وأضمن لك النجاح. وكان العرض مغريا بالنسبة لموري، ففي ربيع عام &# 1633;&# 1641;&# 1636;&# 1632; فتحت شركة M&M المحدودة أبوابها. شوكولاتة (ميلكي وي) تشابهت نشأة (فورست مارس) مع نشأة (ميلتون هيرشي) وإن كان والد فورست قد عمل في مجال صناعة الحلوى، وصادف نوعا من النجاح قبل ولادة ابنه فورست، ولكن فورست لم يترب مع والديه اللذين انفصلا بالطلاق، حيث أرسلته أمه ليعيش مع جده في كندا. وعندما أصبح فورست رجلا وعاد ليعيش قرب أبيه، نما حبه لصناعة الحلوى وأخذ يفكر في طرائق جديدة لتطويرها. وخرج بتوليفة جديدة تختلف عن منتجات المنافسين. لقد أنتج لوحا من الشوكولاتة يتكون من حشوة خفيفة مخفوقة من بياض البيض وشراب الذرة ومغطاة بطبقة من الشوكولاتة. ونجح المنتج الجديد الذي أسماه (ميلكي وي) نجاحا مذهلا، فقد كان أكبر حجما وأقل تكلفة في الإنتاج. وفي عام &# 1633;&# 1641;&# 1635;&# 1634; اختلف الأب والابن على أساليب إدارة الشركة وإنتاجها وطلب الابن من أبيه أن يعطيه ثلث أسهم الشركة وإلا تركها. ولكن الأب لم يعط ابنه ما طلب بل أعطاه&# 1637;&# 1632;.&# 1632;&# 1632;&# 1632; دولار وحقوق إنتاج شوكولاتة (ميلكي وي) عندها سافر الابن فورست مع زوجته وابنه الصغير إلى أوروبا ليثبت أنه قادر على النجاح وحده، ولكي يدرس أساليب إنتاج الحلويات في سويسرا بشكل خاص. وفي ذلك العام توفي والد فورست بعد إصابته بفشل كلوي. بداية جديدة قرر فورست أن يبدأ من الصفر، فاتجه إلى بريطانيا وفتح محلا ولكن زوجته لم تستطع أن تتحمل شظف العيش وانشغال زوجها بمحله فعادت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتعيش مع والديها. وفي أثناء تجواله في أوروبا خلال أوقات فراغه من العمل في محله لاحظ أن بعض الجنود في اسبانيا يأكلون قطعا صغيرة من الشوكولاتة المغطاة بطبقة من الحلوى، ولم يلاحظ أي ذوبان للشوكولاتة، على الرغم من حرارة الجو؛ لأن طبقة الحلوى تحمي الشوكولاتة. وعاد فورست إلى أمريكا في عام &# 1633;&# 1641;&# 1635;&# 1641; وقد اختمرت الفكرة في رأسه. وحال وصوله اتجه إلى شركة هيرشي وعرض عليهم الصفقة التي أصبحت شركة M&M المحدودة. كانت شركة مارس الأصلية التي أنشأها والد فورست قد أصبحت ملك أخت فورست غير الشقيقة بعد وفاة أبيه. ولم يستطع فورست شراء أسهم الشركة لتصبح ملكه بالكامل إلا في عام &# 1633;&# 1641;&# 1638;&# 1636;م. وخلال بضعه أيام من ذلك التاريخ غير فورست كل شيء في الشركة. لقد استغنى عن المكاتب الفخمة والأثاث الفخم والطائرة المروحية الخاصة بالشركة، وجعل المكاتب سواسية من حيث الحجم والتأثيث، ثم زاد رواتب الموظفين بنسبة &# 1635;&# 1632;&# 1642; وبالمقابل طالب فورست موظفيه بالولاء الكامل للشركة وبساعات عمل إضافية، وركز كذلك على جودة منتجاته دون أن يغفل أدق التفاصيل. المركز الأول استطاع فورست- لأنه ركز على جودة منتجاته- أن يقلب الأمور لصالحه ويصحح أخطاء الإدارة السابقة قبل أن يستلم إدارة المصانع بالكامل، لقد جعل طبقة الشوكولاتة التي تغطي ألواح الحلوى أكثر كثافة وأضاف المزيد من الفول السوداني والكراميل إلى شوكولاتة سنكر وزاد من حجم بعض منتجاته. ولكن طموحه لم يقف عند حد. لقد أراد أن يصبح المنتج الأول للشوكولاتة والحلوى في الولايات المتحدة الأمريكية مما جعله يقف في مواجهة شركة هيرشي. كانت العلاقة بين الشركتين علاقة ود وتبادل منافع عندما كان والد (فورست مارس) هو المسؤول عن شركة مارس، ولكن بحلول عام &# 1633;&# 1641;&# 1638;&# 1637;م وعندما أصبح فورست هو المسيطر على شركة مارس قرر أن يوقف شراء الشوكولاتة التي يستخدمها في تغليف منتجات شركته من شركة هيرشي (على الرغم من أنه يشتري الشوكولاتة من هيرشي بمبالغ أقل مما لو أنتجها بنفسه) ولكن فورست لم يكن يفكر في الأمر بهذه الطريقة، بل كان يريد أن ينافس شركة هيرشي في حجم المبيعات وحجم الأرباح. وفي الوقت الذي كانت فيه شركة مارس تواصل صعود سلم النجاح كانت شركة هيرشي تنحدر إلى الأسفل بعد وفاة ميلتون هيرشي. ويعود جزء من السبب في ذلك إلى أن شركة هيرشي في منتصف الستينيات الميلادية وقبل ذلك لم يكن لديها قسم متخصص لتسويق منتجاتها من خلال الحملات الدعائية. وبغياب هيرشي عن الساحة الدعائية خلا الجو لشركة مارس لتلقي بثقلها على الساحة. وفي خريف عام &# 1633;&# 1641;&# 1639;&# 1635;م تفوقت شركة مارس على شركة هيرشي في حصتها من السوق لأول مرة في تاريخ الشركتين، وأصبحت شركة مارس تحتل المركز الأول في إنتاج الحلوى في الولايات المتحدة الأمريكية. في الوقت الذي كانت فيه شركة مارس في الثمانينيات الميلادية تحاول الوصول إلى جميع أجزاء المعمورة كانت شركة هيرشي تحاول جاهدة استعادة مركزها الأول في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك باستخدام الحملات الدعائية وإنتاج أصناف جديدة من الحلوى والشوكولاتة. وفي عام &# 1633;&# 1641;&# 1639;&# 1635;م قام (فورست مارس) بتحويل ملكية الشركة إلى أولاده الثلاثة (فورست) الابن (وجون) و(مجاكليني). وكان الأولاد الثلاثة مثل أبيهم تماما يقدسون العمل في الشركة، ويقضون كل وقتهم تقريبا في العمل والتخطيط لاستمرار نجاحها وتطورها ومنذ عام &# 1633;&# 1641;&# 1639;&# 1635;م نمت مبيعات مارس من &# 1640;&# 1632;&# 1632; مليون دولار إلى &# 1634;&# 1632; بليون دولار في عام &# 1633;&# 1641;&# 1641;&# 1639;م ووصلت منتجاتها إلى أصقاع المعمورة. ليست شوكولاتة فقط واليوم لا تعتبر شركة مارس شركة حلويات فقط، بل تصدر الأرز الشهير (انكل بنز) والكثير من المنتجات الأخرى. وفي استراليا تعتبر مارس أكبر منتج للبهارات وأنواع الصلصة. وفي إيطاليا توزع الشركة أنواعا من المكرونة والبيتزا. وعلى مستوى العالم تبلغ مبيعات شركة مارس من أطعمة الحيوانات الأليفة مثلما تبلغ تقريبا من مبيعات الحلوى والأطعمة الخفيفة. واليوم، تعتبر مارس أكبر من كثير من الشركات العملاقة مثل (ماكدونالد وكيلوغز) كما أنها أكبر أربع مرات من منافستها القديمة شركة هيرشي. في الوقت الذي كان أولاد (فورست مارس) يديرون إمبراطورية أبيهم ظل الأب (فورست مارس) يمارس نشاطه في تأسيس شركة أخرى للحلويات أسماها شوكولاتة إيثل إم على اسم أمه. وأخذ يديرها بالحماس والنشاط اللذين كان يدير بهما أعماله فيما مضى. أما بالنسبة لشركة هيرشي فقد تغيرت كثيرا استجابة للتنافس الحاد الذي يتطلبه التسويق في العصر الحديث. فبعد شراء هيرشي لشركات إنتاج حلويات أخرى في أواخر الثمانينيات أصبحت هيرشي تنتج تسعة من عشرين نوعا من أنواع الشوكولاتة التي تباع في الولايات المتحدة. كما استمرت الشركة في تمويل المشاريع الخيرية التي كان (ميلتون هيرشي) قد أسسها قبل وفاته عام &# 1633;&# 1641;&# 1636;&# 1637;م.