الفيتامينات ..إياكم والمبالغة في تناولها

إن الحديث عن الفيتامينات يجذب كثيرا من الناس، ولا لوم عليهم في ذلك لما للفيتامينات من أهمية كبيرة في حياتهم، حيث إنها ضرورية لوقاية الجسم من الأمراض بإذن الله سبحانه، ولكن المشكلة هي إفراط بعض منهم في تناول هذه الفيتامينات، متوهما أن الزيادة تؤدي إلى إعطائه القوة والمناعة والصحة، وهذا الأمر غير صحيح، بل تؤدي الزيادة إلى أضرار أو ما يسمى التسمم بالفيتامين. وكما يقول المثل العامي كل شيء يزيد على حده ينقلب إلى ضده. ولذلك سوف نضرب بعض الأمثلة لتوضيح ذلك الأمر: المثال الأول: أن الإفراط في تناول فيتامين أ يؤدي إلى فقدان الشهية والتوتر، وجفاف الجلد مع حكة وسقوط الشعر، وتضخم في الكبد يصاحبه صداع وآلام عضلية عامة. من هنا فلابد من التوقف عن تعاطي الفيتامين. المثال الثاني: أن الإفراط في تناول فيتامين د يؤدي إلى فقدان الشهية وربما قيء وغثيان مع عطش شديد وكثرة إدرار البول، ويتبعه إمساك ثم إسهال، مع ملاحظة أن هذا الأمر يكثر عند الأطفال، لأن بعـض الأمهات يعطين أطفالهن هـذا الفيتامـين بكمـيات زائدة على الحاجة. المثال الثالث: فيتامين ج مع أن الزيادة منه تصرف خارج الجسم، إلا أنه يعتبر خسارة في المال، والأخطر أن هناك احتمالا أن الزيادة تؤدي إلى التشجيع على ترسب أملاح اكزلات الكالسيوم في قنوات الكلى ومنه تتكون الحصيات. لذلك يجب أن يعرف الشخص أنه لا حاجة لتناول أقراص الفيتامينات إلا بجرعات محدودة مقررة مع التحذير من المبالغة في تناولها. وبما أن الجسم لا يحتاج إلى الفيتامينات إلا بكميات بسيطة، ولكنها مهمة فإنه يمكن الحصول على هذه الكميات من غذائه، بشرط أن يكون هذا الغذاء متوازنا ويحتوي على المجاميع الغذائية، وبمقدار مناسب؛ فإنه لا شك سوف يحصل على احتياجاته من هذه الفيتامينات، وخصوصا أنها أكثر وجودا في مجموعة الفواكه والخضراوات. وأخيرا أخي القارئ.. احرص على أن يكون غذاؤك من مصادره الطبيعية، ولا تلجأ إلى الحبوب إلا أن تكون في حاجة ماسة إليها وفي أضيق نطاق يحدده لك طبيبك.