الضب: لذيذ مفيد!

إنها ظاهرة حقيقية لا مبالغة فيها، فقد بدأت لحوم الضب تغزو الفنادق والمطاعم الكبرى، وتعددت طلبات بعض نزلاء الفنادق ورواد المطاعم على لحوم الضب ذات اللون الأبيض والمذاق الخاص. وتختلف القيمة الغذائية للحم الضب حسب الفترة الزمنية لصيده وحسب قطعية اللحم. فمثلا تزداد كمية الدهون في بداية موسم الصيد بعد البيات الشتوي وتقل في فصل الربيع وبداية الصيف. وعادة ما يعبر عن الدهون والبروتينات بمسمى المواد الصلبة في لحم الضب. وعليه فإن نسبة هذه المواد تزيد في بداية الموسم. وهذا يعني أن السعرات الحرارية التي يزودنا بها لحم الضب في بداية الموسم تكون أكثر من نهايته. وإذا أردنا مقارنة نسبة المواد الصلبة للحم الضب مع بقية أنواع لحوم الحيوانات الأخرى نجد أنها قريبة جدا فيما بينها باستثناء الأغنام، حيث تكون نسبة المواد الصلبة أعلى من بقية الحيوانات كذلك فإن نسبة الدهون في لحم الضب تعتبر أقل بكثير حوالي النصف من نسبة الدهون في بقية لحوم الحيوانات، ولكن مشكلتها هي ارتفاع نسبة الكولسترول وما أدراك ما الكولسترول! فقد وجد أن نسبة الكولسترول في دهن الضب أكثر من ضعفي الكمية الموجودة في لحم الخروف النجدي. فقد بلغت الكمية في دهن الضب 483 ملجراما في كل 100 جرام دهن، أما في الذيل (العكرة) فقد وصلت إلى 449 ملجراما لكل 100 جرام دهن، في حين أن دهن الخراف النجدية بها 183 ملجرام كولسترول فقط لكل 100 جرام دهن. نترك للقارئ إن كان من محبي كبسة الضب تأمل هذه الحقيقة. يشار هنا إلى أن الأطباء يحذرون من شحوم الأغنام لاحتوائها على الكولسترول. ترى كم ستزودنا كبسة العكرة من الكولسترول؟! قد تقول بأن نسبة الدهن أصلا في العكرة قليل ذلك أننا لو نظرنا بمنظار النسبة نجد أننا نأكل كمية أقل من الدهن وبالتالي من الكولسترول. هذا صحيح.. إذا احذر من دهون الضب في الأجزاء الأخرى من جسمه. بعد أن تتم حسابات التأمل، نشير إلى أن لحم الضب غني بالبروتينات، وأن كميته مساوية لكمية البروتينات، في بقية لحوم الحيوانات وهو كامل ويحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاج إليها الجسم، وهي كافية لتغذية الأطفال والكبار على حد سواء، كما أنها متماشية مع توصيات المنظمات العالمية، مثل منظمة الصحة العالمية والفاو.