الزنجبيل: مشروب الشتاء العطري

الزنجبيل نبات معمر ذو جذامير سيقان أرضية لحمايته ويعرف علميا باسم ZINGIBER OFFICINALIS من الفصيلة الزنجبيلية والتي تتبعها بعض النباتات الهامة مثل الهيل والكركم والخولنجان. ونبات الزنجبيل عشب عطري له سيقان هوائية طويلة وأوراقه رمحية الشكل كأوراق الذرة تتفرع كالأصابع، وأزهاره صفراء ذات شفاه أرجوانية. تقلع الجزامير السيقان الأرضية وهي الجزء المستعمل عند ذبول أوراق النبات وتباع إما طازجة حيث تستعمل في صنع المربى وإما مجففة، وتصدر للبيع على هذه الصورة وإما مقشرة وتكشط، وذلك بغليها في الماء حتى تلين ثم تقشر وبعد ذلك تجفف وتباع مقشورة. موطنـه: إن موطن الزنجبيل الأصلي هو جنوب شرق آسيا، وقد استخدم قديما في الصين والهند علاجا وتابلا وله في ذلك تاريخ طويل وطريف، عرفته أوروبا في أول العصور الوسطى وكانت له آنذاك شهرته الواسعة وظل دواء هاما لمدة طويلة، وكان علاجا للطاعون الذي هاجم بريطانيا في عهد هنري الثامن. وقد دخل الزنجبيل إلى الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق الأسبان. وتستورد المملكة الزنجبيل من الصين والفلبين ويعرف في بعض مناطق المملكة باسم الحوار ويستخدم على نطاق واسع ولا يخلو بيت من الزنجبيل. لقد ورد ذكر الزنجبيل في القرآن الكريم قال تعالى ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا . وروى صاحب كتاب الطب النبوي حديث أبي سعيد الخدري( رضي الله عنه) قال أهدى ملك الروم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جرة زنجبيل،فأطعم كل إنسان قطعة وأطعمني قطعة. وقد قال الرازي الزنجبيل يقطع اللعاب، وقال ابن سيناء الزنجبيل يجلو الرطوبة عن الرأس والحلق وظلمة العين كحلا وشرابا، يهضم ويوافق برد الكبد والمعدة، له قوة مسخنة وهاضمة ملينة ينفع في حالات الضعف الجنسي. وجاء في تذكرة داود أنه يفتح السدد ويستأصل البلغم واللزوجات والرطوبات الفاسدة المتولدة في المعدة ويقلل الأرياح وبرد الأحشاء واليرقان ويدر البول والفضلات. الزنجبيل معروف عند الناس من قديم الزمان، وقد بالغ بعض الناس في مدحه وشفائه لعدة أمراض. ومن استخداماته ما يلي: يستخدم مغلي الزنجبيل المحلى بالسكر لحالات البرد والسعال ولطرد الأرياح وتسكين المغص. يستخدم مسحوق الزنجبيل سفوفا أو مغليا لتنشيط الدورة الدموية وزيادة إفراز اللعاب، كما يفيد لطرد البلغم وعند إجهاد الأوتار الصوتية. يستعمل الزنجبيل مـع الـدارجيني أو الشـاي أو الزعفـران لعمـل مشروب ساخن في أيام البرد. يدخل الزنجبيل في عمل القهوة العربية في بعض جهات المملكة. يعتبر الزنجبيل أحد التوابل الهامة في المنزل فيدخل في كثير من الطبخات وفي عمل المربيات والمعجنات مثل الكليجة وغيرها. يستعمل الزنجبيل في الطب الحديث لتوسيع الأوعية الدموية وزيادة العرق والشعور بالدفء وتلطيف الحرارة. يستخدم مغلي الزنجبيل كمطهر وملطف للحلق وذلك على شكل غرغرة. يدخل الزنجبيل في بعض المراهم الجلدية لعلاج الأمراض الجلدية. والزنجبيل غني جدا بالنشا وزيوت طيارة عطرية ومواد راتنجية هي التي تعطي الزنجبيل الطعم الحار أو اللاذع. في السنوات الأخيرة بدأ الأوروبيون يستخدمون الزنجبيل ضد دوار البحر، وكذلك ضد الغثيان لدى المرأة الحامل.