السلطة .. أكثر من مجرد مقبلات

السلطة عنصر أساسي في كثير من أكلاتنا وخصوصا أكلة الغداء، وهي ذات قيمة غذائية عالية وليست -كما يتصور بعض الناس- مجرد مقبلات أو فاتح للشهية، فهي غنية بالمواد الغذائية وخصوصا الفيتامينات والألياف والأملاح. وتساعد بالتأكيد في هضم الطعام. وتنبع أهميتها من حاجة الجسم إلى الطعام الخشن الذي يقوم بدور منظف فعال للمعدة والأمعاء وإزالة المخلفات منهما بشكل يزيد من كفاءتهما الهضمية ويحميهما من ترسب بعض المواد المسببة للقرحة والحموضة. يضاف إلى ذلك أن الطعام الخشن يقوي الغشاء المبطن الداخلي للمعدة والأمعاء، ومن ثم يكتسح أي مخلفات ملتصقة بهما، مما يساعد على تدفق وانسياب العصارات الهضمية بشكل طبيعي. ويتفق خبراء الصحة على أن الشخص لن يصاب بأي نوع من الأمراض الباطنة إذا كان هضمه وحركة أمعائه على ما يرام. وأنسب طريقة لإدخال الطعام الخشن غذاءنا هي تناول السلطة بكثرة. إن الفواكه توفر -بلا شك- طعاما خشنا إلى حد معين، غير أن السلطات هي أفضل مصدر لهذا الطعام كما أنها أرخص سعرا مقارنة بالفواكه. والسلطة اصطلاح شائع الاستخدام لطبق يضم تشكيلة كبيرة من الخضراوات النيئة. ويعود أصل الاصطلاح إلى الكلمة اللاتينية (SAL) أي الملح، حيث إن كلمة السلطة كانت تعني بالأساس مغموس في الملح فقط. وبمرور الزمن، أصبح الاصطلاح شائع الانتشار، وأضحت السلطة ركنا أساسيا في الأكلات سواء في المنازل أو المطاعم أو الفنادق أو الولائم، ولا تكمل الوجبة بدونها حتى ولو كانت مجرد طبق من حلقات البصل أو الطماطم ومنثور عليها الملح وعصير الليمون. وتتضح أهمية السلطة إذا علمنا أنها توفر مصدرا غنيا بالفيتامينات والأملاح المعدنية. وعن طريق أكل هذه الخضراوات نيئة، فإنها تحتفظ بهذه العناصر الأساسية كاملة، ولكنها تتعرض للتدمير إذا ما تم طهيها. من الخضراوات التي تدخل في إعداد السلطة: الخيار - الطماطم - البصل - الجزر الأصفر - الجرجير - البقدونس- الفلفل - الخس. وتتباين طرائق إعداد السلطة من مجتمع لآخر وتتباين كذلك مكوناتها وفقا لنوعية الخضراوات المتوافرة. وقد عنيت الكليات والمعاهد الفندقية بإعداد متخصصين في هذا المجال يتفنون في صنع أنواع عديدة من السلطات. ومن الطرائق المشهورة في إعداد السلطة، أن يقوم المرء بقرم الخضراوات أو خلطها أو بشرها. ويمكن تقطيع وخلط -إضافة إلى الخضراوات المبشورة- كل من الطماطم وأوراق الخس والجرجير والبصل والسبانخ وأوراق الكوري والكزبرة. كما يمكن عند إعداد السلطة شق حبات الطماطم نصفين وتفريغها من الداخل على الجانبين وتعبئتها بالخضراوات المبشورة وتلك المقطعة بعناية، وذلك بعد إفراغها من البذور. وهي بذلك تكتسب مذاقا لذيذا، فضلا عن ارتفاع قيمتها الغذائية، وعند إعداد السلطة، يجب أن يقلل المرء من استخدام الملح، لأن هذه السلطات تحتوي قبل إضافة الملح على الأملاح المعدنية الطبيعية التي تتعرض للتدمير عند طبخها أو غليها. ومن الشائع عصر الليمون على الخضراوات بحيث يتخللها جميعا، كما يضاف قليل من التوابل المطحونة. إن السلطة اليوم لم تعد قاصرة على عود من الخس أو رأس من الكرافس أو حزمة من الجزر؛ حيث يمكن استخدامها كطبق أساسي أو فاتح للشهية. وفي بعض دول جنوب آسيا كباكستان وبنغلاديش، نجد أن حفلا كاملا قد تتم إقامته أحيانا بالاعتماد على السلطة والخبز فقط. ويمكن تناول السلطة مع أطعمة أخرى، أو أنها تعتبر طعاما كاملا في ذاتها. ومن فوائد السلطة أيضا، أن مضغها بالفم، يعد تمرينا للفم ويحمي الأسنان واللثة. وبعكس الأغذية الأخرى، فإن السلطة هي مصدر للمواد التي تجدها في الخضار والفاكهة الطبيعية السليمة. ومن ثم فإن السلطة تقي من عسر الهضم والحموضة.