وزارة الصحة تعقب: بماذا يسمنون الدجاج؟

إشارة لما نشر في العدد (11) من مجلة (عالم الغذاء) الصادرة في محرم 1420هـ الموافق 1999م تحت عنوان (بماذا يسمنون الدجاج - هل حقا صحتنا في خطر منه؟)، تود وزارة الزراعة والمياه- في بداية هذا التوضيح- أن تشكر مجلة (عالم الغذاء) على اهتمامها بمواضيع التغذية وتناولها بدقة وموضوعية، مستهدفة بذلك تعريف القراء وتثقيفهم في هذا المجال الحيوي، كما تقدر الوزارة للمجلة تصديها لموضوع الدواجن وما أثير حوله من تساؤلات وإتاحة الفرصة للوزارة لتوضيح بعض الجوانب الهامة المتعلقة بهذا الموضوع. وفيما يلي توضيح الوزارة. تقوم الأجهزة المعنية بالوزارة حسب ما يتوفر لديها من إمكانات بالرقابة على مشاريع إنتاج الدجاج والبيض، وذلك بالقيام بزيارات من قبل المختصين للوقوف على أداء المشاريع والتقيد بالشروط الصحية بها، ومتابعة سجلات الأدوية وبرامج التحصين، ومعدلات النفوق. أما فيما يتعلق بالرقابة على الأدوية المستخدمة في صناعة الدواجن فقد قامت الوزارة بالآتي: 1- تم التنسيق بين هذه الوزارة ووزارة الصحة على أن تتولى الجهة المختصة بوزارة الزراعة والمياه إعداد الشروط والمواصفات الخاصة بتسجيل الأدوية البيطرية واستقبال طلبات التسجيل للشركات المختلفة ومنتجاتها من الأدوية لدراستها وتحليلها من قبل لجنة فنية من هذه الوزارة يشارك فيها مندوب من وزارة الصحة ويتم رفع أوراق التسجيل إلى اللجنة العليا بوزارة الصحة لتسجيل الشركات ومنتجاتها. 2- تم إنشاء قسم لتسجيل الأدوية واللقاحات والإضافات العلفية بإدارة الثروة الحيوانية، وقد باشر القسم عمله في هذا المجال منذ بداية 1417هـ، وتم استقبال ملفات أكثر من مائة شركة أدوية وخمس وثلاثين شركة للإضافات العلفية، وعشرين شركة لإنتاج اللقاحات، تنتج على التوالي 1400، 1250، 250 منتجا ليستخدم في صناعة الدواجن وغيرها. 3- تقوم الجهات المختصة بوزارة الزراعة والمياه بمتابعة ما صدر من تعاميم من قبل منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية بشأن تنظيم استخدام الأدوية البيطرية والإضافات العلفية لتطبيقها في المملكة. 4- قامت الوزارة بحظر استخدام بعض الأدوية البيطرية مثل الكلوار مفتيكول، والفيورازوليدون، والباسيتراسين، والتايلوسين، والسبيراميسين، والفيرجيناميسين في المملكة لما تسببه من أخطار تتمثل في مقاومة بعض الميكروبات لهذه الأدوية. 5- قامت الوزارة بتجهيز مختبر للكشف عن بقايا الأدوية والهرمونات في الدواجن ومنتجاتها، وتم تأمين الأجهزة الضرورية مثل أجهزة: الإليزا - جهاز كروماتوجرافيا السائل عالي الكفاءة، جهاز شارم والأجهزة الخاصة باستخلاص وهضم العينات والمواد المشخصة الأخرى. 6- تقوم مزارع الدواجن بالمملكة بتغذية قطعانها إما بالعلائق التي تصنعها بنفسها من خلال توفير مصانع صغيرة لإنتاج الأعلاف من المكونات المتاحة وذلك داخل المزرعة نفسها، وإما أن تلجأ إلى شراء الأعلاف من المصانع المحلية بالمملكة العربية السعودية. ويرد لمختبرات التشخيص البيطري بعض عينات الأعلاف من بعض مشاريع الدواجن لتحليلها والكشف عن مطابقة مكوناتها للمقاييس المطلوبة وخلوها من السموم والفطريات. - أما حول ما يثار من استخدام المضادات الحيوية والهرمونات والمبالغة فيها من قبل المزارع فيمكن أن نؤكد التالي: تستخدم المضادات الحيوية في مشاريع إنتاج الدواجن على نمطين: الأول: في معالجة الحالات المرضية الناتجة عن العدوى بالجراثيم، وهذا النمط يتم بعد عزل المسبب المرضي وإجراء اختبار الحساسية للمضادات الحيوية لتحديد أنسبها وأكثرها فعالية. النمط الثاني: وهو الوقائي والذي تلجأ إليه بعض المزارع. وفيه تقوم بإضافة المضادات الحيوية للأعلاف بقصد الوقاية من بعض الأمراض مثل الكوكسيديا، أما فيما يتعلق باستخدام الهرمونات كمحفزات نمو في الدواجن فلا توجد حتى الآن أي بحوث أو دراسات لدى وزارة الزراعة والمياه تطرقت إلى هذا الموضوع باستثناء البحث الذي أجراه بعض الباحثين في كلية الطب البيطري بجامعة الملك فيصل بالأحساء بتمويل من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وقد تطرق البحث المشار إليه إلى الهرمونات الطبيعية والتي لا يوجد لها حد أقصى مسموح به في اللحوم ومنتجاتها حسب النشرات الحديثة (اللجنة المشتركة للدواء المشكلة من منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية) كما شارك بعض المختصين في هذه الوزارة في ثلاثة مؤتمرات عالمية خاصة ببقايا الهرمونات والأدوية البيطرية ولم يتطرق أي بحث لاستخدام الهرمونات في الدواجن ومنتجاتها، مما يعطي دلالة واضحة على أن الهرمونات لا تستخدم في إنتاج الدواجن وتقوم لجنة مشتركة في وزارات الزراعة والمياه، الصحة، التجارة، الشؤون البلدية والقروية، الهيئة السعودية للمواصفات ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بمتابعة هذا الموضوع ليزيد من التأكد والاطمئنان من عدم استخدام هذه الهرمونات في الدواجن لأي أغراض أخرى غير مسموح بها. وزيادة في التأكيد للمواطنين فإنه قد تم مسح في مختبر الكشف عن بقايا الأدوية والهرمونات لمشاريع الدواجن بالمملكة شمل 98 مزرعة جمع منها 1055 عينة من الأمصال، وعدد 1020 عينة من لحوم الدواجن وقد شمل الفحص المواد الهرمونية ومحفزات النمو مثل التستوستيرون والنورتستوستيرون والترينبولون والكلينبترول والمضادات الحيوية مثل الكلورا مفيكول والسلفاميتازين والسموم الفطرية من نوع الأفلاتوكسين ب1 وأثبتت التحاليل المختلفة خلو جميع العينات من النورتستوستيرون والترينبولون والكلينيترول والكلورا مفنيكول، كما تبين من التحاليل وجود هرمون التستوسيترون في حوالي 40.7? من العينات التي فحصت وكان متوسط تركيزه 393 ونانو جرام مللي مصل وبتركيزات تراوحت ما بين 16 و9 ونانو جرام مللي مصل. وهذه التركيزات أقل من المسموح بها من قبل الاتحاد الأوروبي الذي يضع حدودا يسمح بها من هذه الهرمونات الطبيعية في الأغذية ذات الأصل الحيواني. أما حول ما ذكر من الدراسة التي قام بها الفريق البحثي في جامعة الملك فيصل بتمويل من مدينة الملك عبدالعزيز والتي تشير نتائجها إلى أن دواجن منطقة الأحساء تحوي هرمون الاستروجين فإن البحث المشار إليه أجري خلال عامي 1993 و1994 ويجب أخذ نتائجه في الاعتبار، رغم أن هناك دراسة تمت من قبل المختصين بوزارة الزراعة والمياه حول هذا الموضوع خلال عام 1997م بصورة أشمل، ولم تثبت نتائجها وجود مخالفات في استخدام الهرمونات الصناعية، كما أن الهرمونات الطبيعية وجدت بمستواها المعتاد. أما ما يتعلق بهرمونات الاستروجين فبالرجوع إلى الجهات المختصة بوزارة الصحة تبين أن حبوب منع الحمل تحتوي على مادة إيثنيل إستراديول وهي تختلف عن الاستراديول الذي يوجد بصورة طبيعية في الجسم، وهناك طرائق حديثة للكشف عن هرمونات منع الحمل إيثنيل إستراديول وفي هذه الحالة يمكن التمييز بين النوعين من الهرمونات. علما بأن الوزارة مستمرة في الكشف عن بقايا الهرمونات الصناعية والطبيعية وكذلك بقايا الأدوية بما يتوفر لديها من إمكانيات.