الأندومي..كلنا نحبها...!

إن لتغير العادات الغذائية وتبني الوجبات الوافدة بدايات ومراحل، كما أن لها أسبابا ومبررات. ولو أخذنا كل عادة غذائية وتتبعنا بداياتها ومراحلها حتى أصبحت ظاهرة فعادة، أو أننا تتبعنا كل وجبة دخيلة على المجتمع وتعرفنا على أسبابها ومبررات بداياتها ونهاياتها حتى ألفها المجتمع لطال بنا الحديث وتشعبت بنا السبل. ولكننا.. سحبنا للتقصي في مثل هذه السبل سحبا ممن التقيناهم نحو شواهد تردد على ألسنتهم عند الحديث عن العادات بين الحين والآخر، فهم لا ينفكون يرددون مثل الوجبات السريعة.. والأندومي... فقلنا أما الوجبات السريعة فقد سبقت منا نظرة لها.. فما بالنا لا نقتحم خندق هذه الأندومي.. نتتبع بداياتها ومراحلها.. أسباب دخولها للمجتمع.. ومبررات حب الناس لها.. ولعلها تكون مثالا لتقصي دخول الأطباق على المجتمع.. ثم هل هي طبق وفد إلينا بفوائد أم تراه أضرارا وأمراضا. وما الأندومي؟ الأندومي اسم تجاري لمنتج معين، وهذا الاسم مكون من مقطعين أندو (وهو الأحرف الأولى من أندونوسيا) و مي وتعني الشعيرية أو المكرونة. وتسمى بالإنجليزية نودلز. وعند حديث الناس عن الأندومي فهم لا يقصدون هذا الاسم التجاري، وإنما يقصدون الشعيرية التي انتشرت وجاءت من الشرق الأقصى، وإنما اشتهرت بالاسم الأول. وأسواقنا اليوم تعج بأكثر من نوع ونوع وكل له اسم تجاري خاص. والأندومي وأخواتها من الماركات التجارية الشبيهة عبارة عن كيس أو علبة بها شعيرية سبق طبخها وتجفيفها وغالبا ما تزن العبوة ما بين 70 إلى 100 جرام من الشعيرية، ويرفق بها كيس صغير أو أكثر يحتوي على بهارات خاصة. أما طرائق تحضيرها فهي سهلة ولعل أسهل هذه الطرائق تفريغ المحتويات في كوب وصب الماء الساخن عليه، ثم تغطية الكوب لمدة لا تتجاوز الثلاث دقائق قبل تناولها. ما هو السر في حب الناس لهذه الشعيرية.. وكيف دخلت في حياة الأطفال. هي مفيدة ولكنها تحتاج إلى إضافة..! إن الطريقة التي يتم إعداد النودلز بها حسب مواصفات العبوات الجاهزة تحصر قيمتها الغذائية في النشويات فقط، ويمكن اعتبارها غذاء جيدا إذا كانت ضمن قائمة الأطعمة الأخرى على المائدة مثل اللحوم أو البقوليات والخضراوات، أو يمكن اعتبارها متكاملة إذا أضيف إليها شيء من الدجاج أو اللحم مع الخضراوات. ونحن نتفق بهذا مع الدكتورة صفاء والدكتورة وردة في تقييمهما للأندومي. إشاعات وحقائق..! أشار بعض من التقت بهم عالم الغذاء إلى أن النودلز تسبب السمنة وهذا الكلام غير صحيح، بل هي سهلة قليلة السعرات قد لا تتجاوز وجبة كاملة منها مع شيء من الخضراوات واللحم 400 سعر حراري. (هذا إذا أعدت دون قلي). ولكن الحقيقة هي أن الإفراط في تناولها صباحا ومساء هو ما يسبب السمنة. فالأصل أن تؤكل مع الوجبات الرئيسة. وللأطفال معها قصة أخرى..! هناك حقيقة لا يمكن التهرب منها وهي أن هذه الأنواع من الشعيرية محبوبة جدا للأطفال، فأصبحوا يحبونها مثل المشروبات الغازية والحلويات والشبس، ومع التأكيد بأن هذه الأنواع من الشعيرية أفضل من بقية هذه الحلويات والمشروبات إلا أن ترك الأطفال يأكلونها صباحا وعند الظهر وليلا وما بين الوجبات سيعكس فائدتها إلى ضرر، (وهذا الكلام يقال عن أي مادة غذائية مهما كانت مفيدة). إن ترك الأطفال دون تربية على السلوك الغذائي السليم الذي يحقق لأجسامهم حاجتها من العناصر الغذائية سوف ينتج لنا جيلا يعاني من العلل والأمراض. لا بأس أن يأكل الطفل ما يشتهي ولكن لابد أن يكون ذلك في حدود التأكد من أنه أخذ العناصر الغذائية من بروتينات وأملاح ونشويات وفيتامينات ودهون. هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن كثرة تناول الأطفال للأملاح المرفقة مع معظم أنواع الشعيرية الجاهزة هذا يعني الدخول في دائرة بعض المحاذير من كثرة استهلاك الملح الأساسي بها والمسمى (أحادي جليوتايت الصوديوم) ولابد أن نؤكد هنا أن هذا الملح آمن ومسموح به عالميا ولكن هناك أبحاث تقول: المبالغة في استخدامه للأطفال قد تؤدي إلى بعض المحاذير الصحية فمن باب الحيطة نقترح عدم الإفراط. وعلى العموم فإن العبوة والعبوتين والثلاث ما زالت تحوي كميات قليلة وآمنة (بإذن الله). والمقصود بالإفراط هنا ما يجعل الطفل يأكلها في كل وقت وبصورة يومية. وقد يقترح إعدادها للأطفال مرة بالملح المرافق هذا، ومرة بمرق الدجاج أو اللحم أو الخضار المعد منزليا.