الثوم: سلاح الطبيعة الحيوي في مواجهة المرض

من كتاب: Nature?s Super Medicines للدكتور: جون هينرمان اعداد وعرض شريفة العبودي عرف الثوم كدواء وغذاء منذ أكثر من خمسة آلاف عام خصوصا عند الفراعنة الذين كانوا يطعمون عمال البناء الذين بنوا الأهرامات الثوم لتقويتهم على العمل. كما كان الفراعنة يستخدمون الثوم في تحنيط موتاهم وإعداد الأطعمة التي يضعونها معهم في القبور لتكون غذاء لهم في حياتهم الأخرى كما كانوا يعتقدون (كفرا). وأخذ الرومان عن المصريين والإغريق عادة استخدام الثوم في العلاج والأكل خصوصا عند تجهيز الجيوش للحرب، فلا يخرج جيش للحرب إلا ومعه كمية كبيرة من الثوم. حتى إنهم كانوا يداوون الجرحى بمرهم يعدونه من مسحوق الثوم المجفف والدهن والرماد، وكان لذلك المرهم أبعد الأثر في علاج الجروح والدمامل والبثور والخراجات. الطبخ.. لزيادة الفعالية من خلال استعراض طرائق الصينيين في العلاج بالثوم اكتشف أنهم لا يستخدمون الثوم نيئا أبدا، بل يستخدمونه بعد معالجته بالطبخ أو التخليل أو التعتيق؛ وذلك لزيادة فعاليته والتخلص من الآثار السمية فيه. وإليكم اختبارا بسيطا لإثبات أن تعتيق الثوم يقضي على بعض الآثار الجانبية التي يمكن أن تنشأ عن استهلاك الثوم نيئا. فإذا ما قام فرد مصاب بانخفاض في سكر الدم (Hypoglycemia) بمضغ فص من الثوم وابتلاعه أو تناوله مفروما أو ممهوكا في سلطة أو طبق مكرونة أو غيره فسوف يعاني بعد مرور فترة بسيطة من الزمن من الصداع والشعور بالإنهاك وتغير المزاج. وهذه الأعراض في العادة تحدث عندما ينخفض سكر الدم بشدة بسبب التأثير السلبي للثوم النيء على الجسم. أما إذا تناول الفرد نفسه، بعد عودة سكر الدم إلى المستوى الطبيعي، خلاصة الثوم المعتق (يقترح الكاتب تناول 4 كبسولات دفعة واحدة مع الوجبة)، وانتظر فترة ليرى ما يحدث فسوف يكتشف أنه لا تحدث أية أعراض لتناول الثوم المعتق. إعداد منزلي بسيط ويمكن للشخص العادي أن يقوم بإعداد الثوم منزليا للتخلص من الآثار الجانبية فيه كالتالي: الطبخ: تحمير الثوم أفضل طريقة لطبخه حيث يضفي عليه طعما مميزا ورائحة مرغوبة.. سوف تحتاج إلى: - رأس من الثوم. - نصف كوب من زيت الزيتون البكر. - 3 أعواد من الزعتر الأخضر. - ورقة غار. - وقليل من حبيبات حامول البحر (Granvlated Kelp) يسخن الفرن إلى 250 فهرنهايت، ثم يفكك رأس الثوم إلى فصوص دون أن تزال القشرة الداخلية للفصوص، ثم توضع الفصوص في صينية فرن صغيرة ويضاف إليها زيت الزيتون والزعتر وورقة الغار وحبيبات حامول البحر، وتوضع الصينية في الفرن حتى تصبح الفصوص لينة وتحرك عدة مرات بالشوكة، وذلك يستغرق في العادة حوالي 35 دقيقة. ويمكن تناول فصوص الثوم وحدها بعد طبخها أو يمكن فرمها وإضافتها إلى المأكولات. أما الزيت الذي طبحت فيه فيمكن استخدامه لتتبيل السلطة أو الخضراوات المسلوقة. التخليل: أفضل طريقة لتخليل الثوم هي إضافته إلى مواد أخرى، فالكوريون يفضلون تخليل الثوم مع الكرنب (مخلل الكيم تشي الكوري) كالتالي: - رطلان من الكرنب. - ملعقتا طعام ملح بحري. - 8 أكواب ماء بارد. - 10 فصوص ثوم مفرومة (ما يساوي ربع كوب). - 3 ملاعق أكل زنجبيل طازج مفروم. - رأسان من البصل الأخضر مقطعتان إلى قطع بطول نصف البوصة. - ملعقة صغيرة ونصف من الملح. - ملعقة صغيرة من السكر. - كوبان من الماء. يقطع الكرنب بالطول إلى أرباع، ثم يقطع بالعرض إلى قطع عرضها حوالي بوصة، ثم يوضع حوالي نصف الكرنب في طاسة كبيرة من المعدن الذي لا يصدأ أو من الخزف ويرش عليه مقدار ملعقة أكل من الملح، ثم يوضع بقية الكرنب ويرش بملعقة الأكل المتبقية من الملح. وبعدها يصب مقدار ثمانية أكواب من الماء البارد فوق الكرنب ويضغط عليه حتى يتغطى بالماء ويوضع فوقه صحن لإبقائه تحت سطح الماء، ويترك في مكان بارد لمدة 24 ساعة مع تحريكه مرة واحدة وإعادة وضع الصحن عليه. يصفى الكرنب من الماء ويغسل بالماء البارد ويعصر من أية زيادة ماء، ثم يوضع في طاسة ويضاف إليه الثوم والزنجبيل والبصل الأخضر، ويحرك الخليط جيدا باستخدام شوكتين، ثم تضاف إليه بقية المكونات -الكمية الأخيرة من الملح والسكر- ويحرك ثانية. يعبأ الكرنب في زجاجات التخليل ويغطى بالماء البارد ويحرك لإخراج أية فقاقيع هوائية منه. تغطى الزجاجات بإحكام وتوضع في الثلاجة لمدة خمسة أيام. ثم يتذوق منه لرؤية إذا ما كان قد تخلل، أو يترك لمدة يومين إضافيين ويؤكد منه. ويمكن أن يظل المخلل في الثلاجة لمدة تصل إلى ستة أسابيع. التعتيق: تفوق اليابانيون في طرائق تعتيق الثوم على غيرهم. وتبدأ عنايتهم به حتى قبل زراعته، حيث يقومون بتسميد الأرض المعدة لزراعة الثوم بمسحوق من بقايا الأسماك الجافة مما يكسب الثوم طعما أكثر تركيزا وجدة. وبعد حصاد الثوم يقوم اليابانيون بتجفيفه جزئيا ثم نقعه لعدة أشهر في أحواض مستديرة ضخمة في محلول لم يبح اليابانيون بكنهه. وبعدها يصفونه ويحولونه إلى محلول سائل أو إلى كبسولات تحتوي على مسحوق خلاصة الثوم ويصدرونه. ومنتجات الثوم اليابانية أكثر منتجات الثوم مبيعا في العالم نظرا لجودتها وفعاليتها العلاجية والغذائية. وهناك طريقة لتعتيق الثوم منزليا وإن كانت لا ترقى لمستوى الثوم الياباني المعتق من حيث الجودة. وهذه الطريقة تتم كالتالي: تؤخذ عشرة رؤوس من الثوم المجفف جزئيا وتفصص إلى فصوص منفصلة ثم تفرم الفصوص فرما خشنا بسكين كبيرة، ويوضع الثوم المفروم في إناء فخاري كبير ويصب عليه حوالي لتر ونصف من زيت الزيتون البكر من العصرة الأولى أو الكمية نفسها من خل التفاح. يغطى الإناء بغطاء غير محكم ويترك في مكان مظلم وبارد وجاف لمدة من ثلاثة إلى خمسة أسابيع مع تحريك محتوياته من حين إلى آخر كل بضعة أيام بملعقة خشبية وإعادة تغطيته. وبعد انتهاء المدة يصفى الثوم من السائل (زيت الزيتون أو الخل) من خلال مصفاة دقيقة الثقوب ويحفظ في قوارير زجاجية معقمة ذات غطاء محكم في نفس مكان الحفظ السابق ويستعمل منه عند الحاجة. الاستخدامات العلاجية للثوم يذكر مؤلف الكتاب استخدامات عديدة للثوم تتراوح بين التغلب على آثار التقدم في السن وعلاج الروماتيزم في المفاصل ومكافحة نمو الخلايا السرطانية وحفظ معدلات الكوليسترول في الجسم إلى علاج آفات البشرة مثل الدمامل والحروق والجروح، وعلاج أمراض الجهاز التنفسي والالتهابات بشكل عام. ولأن المجلة في أعداد سابقة قد تعرضت بشكل كاف للاستخدامات العلاجية للثوم وحقيقتها بالتفصيل فإن الإشارة إليها فقط تكفي في عرضنا لهذا الكتاب.