الحليب.. اشربوه كامل الدسم

بداية: الزيوت والدهون الغذائية مكونة من وحدات صغيرة تسمى الأحماض الدهنية. يوجد نوع من الأحماض يسمى لينوليك Linoleicمفيد ومهم للصحة ويوجد بكثرة في حليب الأبقار. اسم لينوليك هو أحد الأحماض الدهنية المهمة في الدهون وهو من الأحماض غير المشبعة تسمى روابط اللينوليك تكتب اختصارا CLA وتوجد هذه الأحماض في بعض الدهون الحيوانية، ويعتبر الحليب أحد أغنى مصادر CLA هذه؛ وذلك لأن البكتيريا الموجودة في الجهاز الهضمي للحيوانات المجترة مثل الأبقار تعمل على إنتاج كميات جيدة منها وبدورها تنتقل إلى الحليب. أهميتها! حظي CLA في السنوات الأخيرة باهتمامات في الدراسات العلمية بعد ملاحظة إحدى الدراسات أن لهذه الأحماض الدهنية القدرة على الحد من نمو بعض أنواع خلايا سرطان الجلد في الفئران، وتلتها دراسة تؤكد مقدرتها أيضا على الحد من نمو سرطان الجهاز الهضمي، وتشير عدد من الدراسات الأخرى إلى أن حامض اللينوليك CLA سام للأورام السحامية وخلايا أورام القولون والثدي ،وأنها مفيدة لجهاز المناعة في الجسم .وفي دراستين أكثر حداثة 1994 و1996 تأكد أن CLA مخفض لكلسترول الجسم ومضاد لتعصر وتصلب شرايين القلب. وقد درس تأثير وجود حامض اللينوليك الموجود في الغذاء على زيادة تركيزه في دم وأنسجة الإنسان الدهنية حيث إن زيادة تركيزه مرغوب فيه لما له من فوائد كما ذكر وكانت دلائل إحدى الدراسات 1994 تؤكد أن زيادة تناول CLA يزيد من زيادة تركيزه في دم الإنسان، ولكن السؤال هو هل زيادة تناول CLA يزيد في أنسجة الإنسان الدهنية؟ الدراسة تمت الدراسة بين جامعة السويد للعلوم الزراعية وقسم الوبائيات في معهد كارولنكا في استكهولم ونشرت في شهر جولاي 1999م في دورية التغذية العلاجية. كان هدف الدراسة هو معرفة العلاقة بين تناول دهون حليب الأبقار وتأثير ذلك على تركيز CLA في الدم والأنسجة الدهنية عند الإنسان. شارك في الدراسة 123 رجلا أصحاء وبعد تقدير الدهون في أجسامهم وفي بلازما الدم لديهم أخضعوا لتجربة صممت بدقة لمدة 7 أسابيع أعطوا خلالها دهون حليب الأبقار بصور مختلفة. أهم النتائج وجدت الدراسة عددا من النتائج إلا أن ما يهمنا هنا أنها وجدت تناول حليب الأبقار بالدهون يقود إلى رفع تركيز حامض النيوليك CLA في كل من بلازما الدم والأنسجة الدهنية عند الإنسان، وأن هناك علاقة معنوية إحصائيا بين كمية المتناول من دهون حليب الأبقار وبين زيادة تركيز CLA في كل من البلازما والأنسجة الدهنية عند الرجال المشاركين في الدراسة. وهذا يقودنا إلى تأكيد أن هناك دراسات قادمة ستبرز الصورة بإذن الله بوضوح أكثر حول CLA، إلا أن هذا يقودنا أيضا إلى أن نؤكد أهمية وجود الدهون في حليب الأبقار، فالله لم يسخرها لنا عبثا وطالما أن الإنسان لا يشتكي من أي مشكلات صحية تحول دونه ودون تناول الحليب كامل الدسم فلا داعي لنزع الدهن من الحليب فهو موجود بنسبة جيدة ومقبولة صحيا إذا أخذ ضمن غذاء متوازن، وهذه الأبحاث تؤكد أنه مفيد للصحة أيضا.