المشكلة في غزارة الأمطار أم سوء التصريف؟

أكثر شيء يثير استغرابك هو تكرار الخطأ والحلول الوقتية في المشاريع الحكومية مع انعدامها في بعض الأماكن أي المشاريع بلا تصريف من أساسه للسيول، الآن نعيد ونكرر ككل سنة مشكلة "تصريف" السيول بالرياض رغم أنها أفضل من غيرها، ولكن هذا لا يكفي أو يعفي المسؤول، وهي بالدرجة الأولى مسؤولية مشتركة بين وزارة البلديات ووزارت أخرى، الحلقة هنا واسعة من المسؤول عن تنفيذ المشاريع؟ وزارة المالية؟ الأمانات؟ لن ادخل في تفاصيل هندسية وجودة وكفاءه وكيف ترسى المشاريع مع أهمية عدم إغفال نقطتين أساسيتين وهي "وزارة المالية تحرص على السعر الأقل في الترسية" و "المقاول حين يرسى عليه المشروع يبدأ بالترسية من الباطن" وبهذا يتحول المشروع من المقاول الأساسي لمقاول آخر ناهيك عن الرقابة والمتابعة ومن استلم المشروع في نهايته. الخلاصة أن كثيرا من المشاريع لم تنفذ "كتصريف السيول" وهو موضوعنا اليوم ولن نفتح ملفات الصرف الصحي والنقل وغيره كثير. استغرب أن يكون مشاكل الصرف هي كل سنة نفسها مثال "نفق السويدي" و"الدائري الشمالي" و"جنوب الرياض" و"طريق الملك عبدالله الجديد مخرج 10" وغيره.

اتفهم أن الأعذار جاهزة ومعلبة ككل سنة وهي "انهمار الأمطار بوقت قصير بأعلى من طاقة التصريف" وهذا عذر غير مقبول لأسباب، أولها لماذا ضيقت قنوات التصريف؟ فبدلاً من 100 بوصة "مثلاً" وبعدد 10 منافذ ضعوها 200 بوصة و 30 منفذا للتصريف، هذه شروط هندسية تضع كراستها الأمانة وتشرطها مع أهمية الصيانة الدورية طول العام من انسداد أو تلف أو غيره، وهذا ما يفترض عمله، فهل عمل كل هذا؟ لا أعرف. الأمر الآخر ما مشكلة المشاكل المتكررة لنفس المواقع لم تحل؟ من نفق السويدي والبقية الباقية؟ أين المشكلة مال؟ أم تخطيط؟ كلها موجودة ببلادنا المال والعقول والحمد لله ولكن نفتقد "للمخطط الاستراتيجي" صاحب الرؤية المستقبلية والإتقان في العمل والجودة من البداية للنهاية. يجب أن تعيد وزارة البلديات والهيئة العليا لمدينة الرياض وتعمل على "حالة طوارىء" لحل مشكلات يفترض عدم وجودها من الأساس؟ لا أفهم وتمر سنوات وسنوات وهي نفس المشكلة؟ لماذا لا نمارس الحلول بطريقة "الجراحة" والحلول من الجذور، مشكلة مقاول أم مال أم ماذا؟ أمير الرياض الأمير خالد بن بندر اعتقد أنه الأكثر حماساً للعمل والانجاز وسيساعد في تلقي أي عقبات وصعوبات لتذليلها أمام كل من يعمل. الرياض بحاجة لحلول، لماذا ننتظر الأمطار لتكشف كل شيء وماذا عملت هذه الجهات.

نقلاً عن صحيفة "الرياض"