الفرص لا تنتهي
من خلال حواراتي في برنامجي «السابق» بموضوعية، لم أجد رجل أعمال من الرواد السابقين ومن أسس عملاً تجارياً مسموعاً إلى اليوم واستمر، إلا كان يقول وبكل جزم وثقة وتأكيد أن «الفرص» لا تنتهي ولا تتوقف، لا لجيل محدد ولا لزمن محدد ولا بمكان محدد، بل الفرص تعتمد على «الإنسان» أولاً، ثم يمكن الحديث عن الظروف الأخرى، شيء تستطيع أنت تصنعه، وآخر البيئة الاستثمارية والاقتصادية تساعدك في صناعته، والكل يتفق على أن العمل التجاري «صعب» وليست الصعوبة بمعنى الاستحالة، بقدر ما تتطلب «العمل» الدؤوب والمثابرة والصبر وتعزيز النفس بحماس وتحفيز وانطلاق، اليوم أقرأ عن وارن بافيت، الذي يؤكد على أنه «لا توجد» أو «لا يرى» فرص، ليس بمعنى الانعدام لها، ولكنها شحيحة مع ظروف أزمة الاقتصاد العالمي وكورونا التي ألقت بظلالها بشدة، حتى أنها وصفت بأنها أشد من الكساد العظيم الذي حدث في ثلاثينيات القرن الماضي، فالفارق أن «كورونا» لم تبقِ ولم تذر لأي اقتصاد أو أي دولة. وارن بافيت عاد واستثمر في قطاع الغاز بـ»الولايات المتحدة» بما يقارب 10 مليارات دولار، وهو يملك سيولة تناهز 137 مليار دولار، أي نتحدث عن توفر الآن 127 مليار دولار أميركي تبحث عن فرصة، هل انتهت الفرص؟ لا بالطبع لم تنتهِ، ونحن وجدنا «قناصاً» مهماً وهو صندوق الاستثمارات العامة الذي استثمر ما يقارب 150 مليار ريال، اقتنص فرص تراجع البورصات خلال جائحة كورونا، وكان اقتناصاً مهماً في هذه الأزمة، ونرى اليوم أن القيمة السوقية لها ارتفعت مقارنة بما حدث في شهري مارس وأبريل، وهي بالغالب نظرة استثمارية بعيدة الأجل.
حين نتحدث عن الفرص، فهي قد تكون أمام عينيك ولا تشاهدها، وقد تكون بعيدة وتشاهدها، وهنا يميز قناص الفرص والاستثمار في مثل هذه الظروف، وهذا ما نشاهده، وما قام به صندوق الاستثمارات العامة بالمملكة، والذي يرأس مجلس إدارته صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، وهذا ما أحدث تحولاً في حركة استثمار صندوق الاستثمارات العامة في الفترة الأخيرة من حراك كبير واستثماري، ستتضح عوائد ذلك مستقبلاً، ولعل ما نلحظه اليوم في العالم أن ثروات كبار رجال الأعمال في العالم قد نمت رغم الأزمة العالمية «كورونا» لطبيعة شركاتهم ومنتجاتهم، ويمكن الاستفادة من ذلك لكل مستثمر فرد أو غيره من خلال الاستثمار بهذه الشركات وهي غالباً مطروحة بأسواق المال، وهذا ما يعزز وجود الفرص التي لا تنتهي ما ظل هناك تجارة وحركة أموال وإنسان واقتصاد وتبادل تجاري.
بقلم / راشد بن محمد الفوزان - الرياض