الشباب والتحرش والسلبية ناقوس خطر

أمارس رياضة المشي يومياً ومدة ساعة بين المغرب والعشاء ومنذ سنوات ما يلفت انتباهي كثيرا هم"الشباب" سلوكيات كثير منهم، كمثال حتى لا أطلق كلاماً عاماً أولها"التحرش" بالمارة خاصة النساء تحرش مباشر"بلفظ أو سلوك"، ورأيت ذلك بعيني، تحرش بذيء ومضر ويعاقب عليه القانون بالدول أخرى حد السجن ولسنوات وعبارات يخجل أن تسمعها أو يمكن أن تصدر من هؤلاء الشباب، آخر يمارس التدخين بنفس مكان المشي المخصص وبعضهم قد يكون أطفالاً أقل من 15 سنة، آخر يربي "حيوانات متسخة وسيئة" رغم أنك بحي يعتبر "راقياً وجيداً"، آخر يمارس المعاكسة للنساء "بالقوة" ملاحقة وسلوكيات لا حد لها من الاعتداء المباشر وكسر كل خصوصية، هذه مشاهدة من خلال المشي فقط، ماذا عن الأسواق؟ كل يوم نشاهد مقطعاً عن تحرش الشباب بالنساء أياً كانت كبيرة صغيرة طالبة أي شيء، ومستمر باقتحام بلا أي رادع خلقي أو ديني أو قانوني لا شيء.

الغريب أنني أشاهد نساء سعوديات "كما أتوقع من اللبس أو بعض الكلمات المسموعة" أو أجنبيات يأتين للترفيه كاشفات وجوههن لا أحد يتحرش بهن؟ ماذا يفهم من هذا؟؟ ولا يعني أنني أدعو لشيء أبداً. ولكن هؤلاء الشباب يبحثون عن الممنوع، ويرون أنه لن يطالهم أي شيء سيمنعهم أو يعاقبهم.

أما الشوارع والسيارات فالقتل أصبح حدثاً يومياً، وأصبح المعدل وفق آخر إحصاء "إن صح" أن من يقتل بحوادث السيارات بالمملكة يوميا 24 شخصا يعني كل ساعة قتيل، عدى المصاب والمعوق وغيره، وغالبهم شباب، من الذي يفحط؟ شباب، من الذي يسرق؟ شباب، من الذي يقطع إشارة؟ شباب.. لن أضع كل العبء على الشباب واللوم كله عليهم فهم نتاج "بيت – وأسرة – ومدرسة – ومجتمع – ونظام – وقانون" وكثير من المتغيرات هل يمكن أن اقول لدينا شباب "منفلت"؟ أو "خارج السيطرة"؟ يجب أن نعترف أن لدينا مشكلة كبيرة بالشباب وانحرافهم والأثر السلبي الذي تقوم عليها الأمة والدولة وهم الشباب ماذا عن المخدرات والإدمان؟ الأفضل لا اتحدث عنه فهو موضوع كبير وخطير ويجب أن نعيد هيكلة "المجتمع" وأقصد به الشباب والنظر بمشكلتهم الكبيرة والسلوكيات الخطيرة التي تمارس، وقد يشكلون مستقبلاً عاملاً سلبياً كبيراً على الدولة بمشاكلهم وعبئهم المستقبلي المتوقع ووضع المجتمع في حصار من الفوضى والعبثية وعدم الانضباط واحترام القانون وسيادته، فالكثير أصبح يخاف الشارع والسوق والحديقة وغيرها من سوء سلوك شباب "منفلت" بلا رادع، والمشكلة عامة والحل ليس بيد جهة واحدة، بل الحل يبدأ من البيت والتوعية والمدرسة بتعلم الانضباط والجدية، وسن قوانين تطبق ولا تستثني، حين تغيب الأخلاق والقانون واحترامه ماذا يبقى لنكون بمجتمع حقيقي ومتوازن ومحترم؟

نقلاً عن صحيفة " الرياض"