القيادة التحفيزية

نُشر في مجلة القيادة التنفيذية العربية موضوع رائع عن القيادة التحفيزية، أعجبني كثيراً؛ وأحببت أن يكون مقالي عنه. تمنح كثير من الشركات موظفيها عدداً محدداً من العطل المدفوعة في الإجازة السنوية، تتراوح بين 10 - 15 يوماً، إضافة إلى العطل الرسمية الأخرى.

بارت لورانغ المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Full connect الأمريكية المختصة في صناعة تطبيقات إدارة الاتصالات، بعد عودته من إجازته التي قضاها في مصر قبل سنوات، لاحظ وجود صورة له وهو ممتطٍ ظهر الجمل أمام أحد الأهرامات الشهيرة، لكنه بدلاً من أن يستمتع بتلك المشاهد الجميلة كان ينظر لهاتفه النقال؛ ما جعله يشعر بأنه قد أفسد رحلته من خلال اقتحام عمله فيها، وكان يتساءل عما إذا كان موظفوه يقعون بالخطأ نفسه؛ لذا قرر منحهم مكافأة حقيقية، تضمن إجازة حقيقية مع نقود ورقية.

في عام 2012م أعلنت إدارة الشركة أنهم سيدفعون مبلغ 7500 دولار لكل موظف؛ وذلك ليتمتع بإجازته.

واشتمل العرض على ثلاثة قوانين أساسية: على الموظف أن يذهب في إجازة حقيقية ليستحق المبلغ، وأن يقاطع العمل بشكل تام، وأن يتجنب القيام بأي عمل أثناء سفره.

الفكرة من ذلك كانت أن يعود الموظفون بطاقات مشحونة، مع التشديد على قطع أي تواصل مع العمل. وشدد كذلك على أن يتم التخلص من (متلازمة البطل)، التي يفترض من خلالها بعض الموظفين والمسؤولين أنهم الوحيدون القادرون على التعامل مع المهام الحاسمة.

فكرة لورانغ في القيادة التحفيزية بانت آثارها على سعادة الموظفين، وانعكست على إنتاجيتهم؛ ما أدى إلى ارتفاع إيرادات وأرباح الشركة.

تلك القصة فيها رسائل عديدة لكثير من الأخطاء التي تقع في مجتمعاتنا الوظيفية. وليتنا نتعلم منها، ونطبق على أقل تقدير الاستمتاع بالإجازة ونسيان العمل.

نقلاً عن جريدة " الجزيرة"