"ساند" أخو "ساهر"

مصادفة أنهما نظامان حكوميان مستحدثان جاءا على وزن "فاعل" ويبدآن بحرف السين، ومصادفة أيضا أنهما يحملان رسالة نبيلة وقيمة في المضمون، وتطبيقهما يسبب للناس الأذى ويقفون منه موقف الضد، أو لنقل شريحة كبيرة من الناس. 

"ساهر" هدفه ضبط السرعة على الطرق وبالتالي الحد من الحوادث، وهو الهدف الجيد، لكن الأرقام الأخيرة تقول: إن الحوادث لم تتراجع، إن لم تزد، ولم ينعكس هذا النظام أصلا على مستوى الطرق والخدمة عليها، وتخيل أن طريقا يربط بين مكة والطائف مزود بكاميرات "ساهر" وما زال مظلما!.

المواطن الذي تعرض للتصوير في الظلام كأنه ضرب بصاعقة من السماء من حقه أن يسأل، أين ذهبت الفلوس التي تدفع لحساب "ساهر" طيلة عامين وأكثر؟ ولِمَ لم يتغير شيء على الطرق، ولم تتحسن خدماتها، ولم يُضَف إليها سوى كاميرات مخاتلة وسيارات مندسة؟. 

اليوم جاء "ساند" ليدعم مسيرة أخيه "ساهر"، يحمل فكرة نبيلة وهي مساعدة المتعطلين عن العمل حتى يجدوا وظيفة، وهو ما يدخل ضمن التكافل الاجتماعي الذي حث عليه الإسلام، ويمكن أن نعده أيضا صدقة، لكن لماذا جاء بالإجبار؟! ما المشكلة لو صار اختياريا، ويكتب لكل من يحسم من راتبه "جزاك الله خيرا" على شاشة الصراف الآلي. 

أما إذا كانت وزارتا العمل والتأمينات الاجتماعية تريدان تطبيق النظام التأميني المعمول به في دول الغرب؛ فلتسميان الأشياء بأسمائها، وتصرحان بأن نسبة ٢٪ التي تحسم من المرتبات هي "ضرائب" مفروضة على كل مواطن، وبعدها من حق المواطن أن يطالب بحقوقه، فالنظام الاقتصادي الحديث يقوم على الشفافية. 

نقلاً عن "الوطن"