حديث العالم.. كلمة!

بعيدا عن الفلسفة والتنظير أتصور أن محور حديث متابعي كرة القدم العالمية قبيل ساعة الصفر وانطلاق مباريات كأس العالم يتمحور حول «المقدرة».

التركيز كله ينصب على الاستعدادات والتوقعات والإصابات والتحديات التي تبنى على المستوى الأمر الذي يعني أن مقدرة اللاعب أو الفريق هي الأساس.

الذين يتوقعون أن تنحصر المنافسة بين البرازيل وألمانيا والأرجنتين وإيطاليا وإسبانيا ينطلقون في التوقع من خلال تقييم المقدرة الفردية للاعبين ومن ثم مقدرة الفريق ككل والتي تركز على كفاءة الجهاز الفني وكيفية إعداد الفريق وبناء استراتيجية الفريق. والقراءة التي تعتمد على الخبرة والمنهجية قبل المباريات تكون غالبا مقنعة وصائبة بيد أن التوقعات في العموم غير مضمونة على الإطلاق لأن ثمة ما هو أهم في معادلة الإنجاز: الجهد.

لا يمكن لأي متابع مهما بلغت خبرته توقع نتيجة مباراة كرة القدم عطفا على مقدرة اللاعبين قبل اللقاء لأن نسبة 50 في المائة من معادلة الإنجاز لم تعرف بعد. يتحدث الخبير عن النصف الأول قبل المباراة بالتركيز على المقدرة الفردية أولا والجماعية ثانيا. ثم يكون الحديث الشامل الموسع عقب المواجهة بالتركيز على الجهد الذي بذل، والتعمق في تفاصيل الطاقة «البدنية والنفسية والعقلية والخططية والمهارية».

لا علاقة للتاريخ وحده بالتوقعات وإلا لكانت أورغواي من الفرق المرشحة لنيل الكأس وهي تاريخيا أفضل من إنجلترا وإسبانيا وفرنسا لأنها فازت بالبطولة العالمية أكثر منهم. أما الأهم فهو العامل العناصري حيث تحدد مقدرة اللاعبين مستوى كل فريق، وكلما ارتفعت مقدرة اللاعبين ارتفع المستوى العام للفريق.

نهائيات كأس العالم التي نعيش أجواءها هذه الأيام لن تخلو من المفاجآت مثل كل المسابقات التنافسية لا سيما هذه البطولة التي تضم صفوة لاعبي كرة القدم في العالم. والمفاجأة في أبسط تعريف لها هي حدوث غير المتوقع. وحين نقول غير المتوقع فهذا يعني النصف الثاني من معادلة الإنجاز لأن مقدرة اللاعبين والفرق معروفة قبل البطولة وعندما يبرز اسم ليس من بين الأسماء المتوقع بروزها، ذلك يعني وقوع المفاجأة. لا أحد يعرف من ستكون طاقته الأفضل لأن المقدرة شيء والجهد شيء آخر، أسوأ المفاجآت حين يغيب من يملك الإمكانات وأجملها من يقدم العطاء القوي غير المنتظر وتلك حلاوة ومتعة اللعبة الرياضية.

أهم لاعب في هذه البطولة لا شك أنه ميسي فهو الأول مقدرة، والسؤال الكبير: هل ينجح ميسي كما نجح مع برشلونة؟!

لم يبق أمام ميسي إلا الفوز بكأس العالم مع منتخب بلاده كي يقف في صف واحد مع بيليه ومارادونا. أما إن أخفق ميسي فتلك مفاجأة كبيرة. ومن المؤكد أنها لن تكون المفاجأة الوحيدة في كأس العالم 2014. 

نقلاً عن "الشرق الاوسط"