الزيت النباتي..مضاد حيوي في المستقبل القريب

لم يفكر أحد منا في استخدام الزيت النباتي لغير أغراض الطبخ.. ويبدو أننا كنا مخطئين في تفكيرنا هذا، بعد أن طور باحثون تقنية جديدة تقوم بتحويل الأحماض الدهنية في الزيت النباتي إلى مركبات جديدة مقاومة للميكروبات وذات خصائص طبية وصناعية أيضا. هذا ما نقلته مجلة جهاز الأبحاث الزراعية (ARS) التابع لوزارة الزراعة الأمريكية (www.ars.usda.gov) في عددها الصادر في شهر أغسطس. وتضيف المجلة أن أحد هذه المركبات هو حمض يعرف اختصارا بـ(DOD) له تأثير على خميرة الكانديدا (Candida albicans) التي تسبب المرض للإنسان، حيث أثبتت التجارب المعملية أن لهذه المادة قدرة على وقف نمو هذا الفطر. مركب آخر شبيه هو حمض (TOD) وقد أثبتت التجارب قدرته على وقف نمو فطر يتطفل على بعض المحاصيل الزراعية، ما يجعله مستخدما كمبيد حشري في المستقبل. إلا أن الجديد والأهم في هذا الموضوع هو أن عملية تحويل هذه الأحماض الدهنية إلى حالتها الجديدة تمت بطريقة التحويل الحيوي (Bio-conversion) أي استعمال كائنات حية دقيقة أو إنزيمات بدلا من التفاعلات الكيماوية، لتحريك مجموعات الأحماض الدهنية المائية على طول سلسلة الكربون. يؤكد خبير الكيمياء ورئيس مجموعة العمل في المشروع شينغ هو (Ching Hou) أن هذه التقنية بإمكانها إنشاء أنواع من الجزيئات لم تعرف من قبل إطلاقا. ويؤكد ذلك زميل له بقوله: إنك حين تنشئ شيئا بأسلوب كيمياوي فإنك تنشئ معه منتجات جانبية لا ترغب فيها، لكن التحويل الحيوي هو أسلوب أكثر دقة. ويذكر أن إحدى هذه الكائنات الدقيقة هي بكتيريا تسمى سيودوموناس (Pseudomonas aeruginosa) أو أحد أصنافها. وهذه تقوم بتحويل 45? من الحمض الدهني النباتي (ricimoleic acid) إلى الحمض العجيب (TOD). هنا لابد من القول أن الحمض (DOD) قد يستعمل، إضافة لوقف نمو الخميرة المرضية كانديدا، كطارد سطحي للحمض وبالتالي يمكن استعماله في صناعة البلاستيك وبعض المواد الأخرى باستغلال هذه الصفة. أما (TOD) المقاوم لنمو الميكروبات فإنه يقاوم بعض الأمراض التي تصيب الأرز والقمح حصرا إذا ما رشت أسطح نباتاتها. تجدر الإشارة هنا إلى أن علماء المشروع نجحوا في تطوير بعض المواد الأخرى بطريقة التحويل الحيوي، منها مادة تعرف اختصارا بـ(THFA) ويتم تحويلها عن الحمض الدهني النباتي (Linoleicacid) الموجود في زيت فول الصويا وهي شبيهة بمركبات معروفة بمقاومة السرطان.