تناول الإفطار ضرورة وليس رفاهية..!

من الأمور التي ينبغي على الأسرة مراعاتها، خاصة إذا كان لديها أبناء في المدارس، هو تناول وجب إفطار شهية قبل الخروج من المنزل، أي أن يكون الإفطار من الوجبات المغذية والمحببة أيضا. وعندما يكون الإفطار جماعيا فإنه يكون أكثر متعة وأكثر قبولا وطعما، كما يجب الاقتناع والتفهم العلمي بأن تناول الإفطار ضرورة وليس رفاهية، فهو كمثل توقف صاحب السيارة عند محطة الوقود ليعيد ملء الخزان بالوقود. فالإفطار هو مرحلة إمداد الجسم بالوقود ليتمكن الشخص من أداء العمل جسميا وفكريا بكفاءة عالية. والإفطار لا يعني ملء خزان الوقود، بل هو بداية تشغيل لأجهزة الجسم الساكنة والمتراخية من جراء استراحة الليل الطويل. فالشعور الخادع المصاحب لنا بعد اليقظة بأننا لسنا في حاجة إلى وقود لبدء عملنا، هو نتيجة الراحة السابقة في السرير والراحة المكتسبة خلال النوم، ولكن هذه الظواهر الخداعة سريعا ما تختفي، وتبدأ علامات الإرهاق والتعب والكسل. في أيام العطل يجب الاهتمام بأن تكون وجبة فريدة من إفطار بعض شعوب العالم. والحكمة من هذا هو كسر الممل الذي يصاحب إعداد وجبة الإفطار التقليدية وتناولها. يفضل وضع قائمة منوعة للإفطار لأسبوع كامل والاستعداد بالمواد المطلوبة، وإعداد بعض الأكلات لتكون جاهزة أو نصف جاهزة، ليمكن تسخينها أو إعدادها في الصباح وتقديمها بوقت أسرع. إفطار الشعوب: إن الخبز والبيض والأجبان هي عامل مشترك في الكثير من مناطق العالم. فالإفطار في دول الشرق الأوسط يتكون من اللبن والجبن والزيتون والفول والفلافل والحمص. وفي شمال إفريقيا تدخل الخضار كنوع من مفردات الإفطار بجانب الخبز. أما إيطاليا تفطر على شرائح البيتزا المغطاة بالجبن. والأسبان يفطرون على البطاطس والبيض والقهوة الكثيرة، وفي دول بحر الكاريبي فإن الإفطار لا يخلو من شريحة السمك ونوع من الفاكهة المحلية، وفي اليابان يفضلون الإفطار بشرائح السمك أو شوربة السمك مع المخللات . وفي أوروبا يفضلون وجود شرائح اللحم وأنواع من السجق مع البيض في وجبة الإفطار. ويوصف إفطار الشعب المكسيكي بأنه بقايا عشاء يوم أمس، حيث يعاد تسخين ما تبقى من طعام ليكون إفطارا ليوم جديد. الجوع الكاذب: يشعر بعضنا عندما يتناول الإفطار بأنه يجوع بعد فترة قصيرة من تناول هذه الوجبة، ويرى أن تناول الإفطار مشكلة تؤدي إلى زيادة الوزن. إن مستوى السكر في الدم عند الاستيقاظ يكون ساكنا، وعندما نتناول وجبة الإفطار وخصوصا عندما تكون من الكربوهيدرات فقط فإن مستوى السكر في الدم يرتفع كثيرا، ويقوم البنكرياس بدفق مادة الإنسولين ليعمل على خفض نسبة السكر ويحفظ التوازن المطلوب للحصة. وهنا يشعر الشخص بنوع من الإرهاق أو الجوع الشديد، والأمر الذي يجعلنا نبحث عن مسكن لهذا الجوع المفاجئ. والحل هو أن نتناول الإفطار بحكمة، فهذا التعرض للجوع بسبب نوعية الأكل الذي نتناوله في الإفطار، بالتالي فإنه يجب أن يكون الإفطار منوعا، ولا يكون من الكربوهيدات فقط، فتأثيرها يقل كثيرا عندما يكون هنالك دهون أو بروتينات، أو فواكه في قائمة ما نأكله في الصباح.. وهذه نصيحة لكي لا نتخوف من الفطور أو نلغي فائدته.