خلل في عادات الطعام في الصغر يورث المشاكل النفسية

من المحتمل أن تكون الاضطرابات في عادات الطعام في فترة الطفولة هي السبب في العديد من أنواع المشاكل النفسية التي قد يواجهها الإنسان فيما بعد، بالإضافة طبعا إلى المشاكل الصحية التقليدية. فقد أجرى باحثون بقسم علم النفس في جامعة كولمبيا(Columbia Uni versity www.columbia.edu) مقابلات اجتماعية نفسية مع عينة تتألف من أكثر من 700 من المراهقين والمراهقات وأمهاتهم، وذلك بين عام 1983 وعام 1993، علما بأنه في عام 1983 كان معدل سن هؤلاء الشباب حوالي 14 عاما. و أظهرت النتائج أن 10? من الإناث و 1 ? من الذكور كانوا يعانون اضطرابات في عادات الطعام في فترة البلوغ الأولى أو الوسطى، ونقصد بالاضطراب في عادات الطعام أشياء مثل: اتباع حمية غذائية صارمة، أو تناول الطعام وحيدا، أو ممارسة الرياضة من أجل فقد الوزن، أو الصوم مدة 24 ساعة على الأقل، أو إجبار النفس على التقيؤ، أو استعمال الأدوية من أجل فقد الوزن. و قد تلقى 22? من هؤلاء علاجا نفسيا خلال السنة الماضية. أما الذين لم يتلقوا علاجا نفسيا فإن أكثر من نصفهم كان يعاني مشاكل نفسية. أما الاضطرابات في عادات الطعام في سن المراهقة فظهر أنها ذات علاقة إحصائية واضحة بزيادة في أعراض أمراض القلب والدورة الدموية والإعياء المزمن والأرق والآلام الدائمة أو المتقطعة، والأعراض العصبية والإصابة بالأمراض عموما بشكل متقطع، كل ذلك في مراحل سن البلوغ الأولى. كما كانت الاضطرابات في عادات الطعام ذات علاقة إحصائية واضحة بحالات نفسية أمثال القلق والاكتئاب ومحاولات الانتحار، كل ذلك في أثناء مراحل سن البلوغ المبكرة. ظهر كذلك أن مؤشر كتلة الجسم ـ أحد معايير تحديد السمنة ـ لم يكن عند المصابين باضطرابات في عادات الطعام مختلفا عنه بين الذين لم يكونوا مضطربين في عاداتهم. وفي نهاية الدراسة يعلق الدكتور جيفري جونسون (Jeffrey Johnson) وزملاؤه الذين شاركوه في إعداد الدراسة بقولهم: إن من الواضح أن المراهقين الذين يعانون مشاكل في عادات الطعام معرضون بشكل أكبر من غيرهم للإصابة بأنواع مختلفة من المشاكل النفسية والصحية في أوائل سنوات بلوغهم، ويؤكدون في النهاية أن الاضطرابات في عادات الطعام كانت أكثر شيوعا بين الإناث منه بين الذكور. ولكنهم لم يفسروا الأسباب الكامنة وراء ذلك.