براءة الشوكولا من تهمة السمنة!

بعد أن ظلت الشوكولا لسنوات عديدة متهمة بالتسبب في السمنة ثبت الآن أنها يمكن أن تسهم في المحافظة على الصحة الجيدة، ولكن شريطة أن يتم تناولها باعتدال! وقد أظهرت الدراسات الحديثة التي أجريت مؤخرا على بعض أنواع الشوكولا الفاخرة أنها يمكن أن تساعد في تحسين الحالة الصحية وتعديل المزاج.. ولا يعني ذلك تقديم دعوة مفتوحة للإقبال على تناول الشوكولا من غير احتساب السعرات الحرارية الناتجة عنها؛ لأن تناولها بكثرة يؤدي إلى الإدمان عليها.. وبالتالي تصبح الطريق ممهدة للإصابة بالسمنة. ما هي الشوكولا؟ يعود أصل الشوكولا إلى شجرة الثيوبروما وموادها الأولية المشتقة من بذور الكاكاو التي كانت تستخدم منذ القدم في تحضير الأدوية والوصفات العلاجية من قبل شعوب المايا والأولمك والأزتك. وكان كولومبوس أول من أدخل نبات الكاكاو إلى تلك البلاد البعيدة حيث استخدمها شعب المايا كعملة نقدية في إسبانيا.. وخلال الفترة الواقعة ما بين القرن السادس عشر وحتى القرن العشرين دأب الأوروبيون على استخدامها كعلاج لأكثر من مائة علة بما في ذلك فقر الدم وفقدان الشهية والإرهاق وضعف القدرة الجنسية والحمى والحروق وعسر الهضم. تمنع التأكسد الأبحاث الجديدة أثبتت أن مكونات الشوكولا لها خصائص قادرة على تنشيط عمل الدماغ وإبطاء الوصول إلى الشيخوخة لاحتوائها على مواد مانعة للتأكسد التي تمنع إصابة الخلايا بالتلف.. وإذا ما استثنينا الشوكولا بالحليب المشبعة بدهون الزبدة فإننا نجد أن الدهون الرئيسية الموجودة بالشوكولا هي في الواقع عبارة عن أحماض السيزيك وهي الدهون نفسها الموجودة في الخضراوات وزيت الزيتون وزيت الكانولا.. وبخلاف الدهون المشبعة في الزبدة التي تساعد على رفع الكوليسترول في الدم، فإن الدهون الأحادية الإشباع الموجودة في الشوكولا تعطل الآثار الضارة الناتجة عن الكوليسترول وتوازن عملية التمثيل الغذائي. وغالبا ما تكون المواد المانعة للتأكسد المتوفرة في الشوكولا عبارة عن نكهات مأخوذة من الأشجار أو تلك الموجودة في أوراق الشاي وبعض الفواكه والخضراوات. ولقد أظهرت الدراسات أن هذه النكهات تساعد على منع أكسدة النوع الضار من الكوليسترول المعروف بـLDL) ) كما أن هذه النكهات تساعد على جعل الصفائح الدموية أقل لزوجة. وفي إحدى الدراسات التي أجراها العلماء تبين أن الأشخاص الذين تناولوا الشوكولا المطعمة بالنكهات تميزوا بشرايين أكثر استرخاء، الأمر الذي شجع مرضى القلب على الإقبال على تناول الشوكولا من دون خوف. ضررها على الأسنان الاعتقاد السائد أن جميع الحلويات تلحق ضررا بالأسنان إلا أن ثلاث دراسات لمراكز أبحاث مختلفة منها المعهد القومي لأبحاث الأسنان National Institute for Dental Research (www.nidr.nih.gov) قد خلصت إلى أن الدهون الموجودة في الشوكولا تساعد على حماية الأسنان من التلف الناتج عن السكر، كما أن حامض التينك المتوفر في مادة الكاكاو يحارب التسوس ويزيل التبقع عن الأسنان.. وقد ساد الاعتقاد لفترة طويلة أن الكاروب Carob)) يمكن أن يشكل بديلا عن الشوكولا، إلا أن التجارب أكدت أن قطعة واحدة من الكاروب تحتوي على مواد سكرية أكثر من تلك الموجودة بالشوكولا، وتفوق قدرتها على إلحاق الضرر بالأسنان بخمسة أضعاف. وعلى عكس الاعتقاد السائد فإن الشوكولا تسبب الحساسية على رغم حالة الحرقان التي تصيب بعضنا من جراء تناولها، كما لا ينصح الذين يعانون الصداع النصفي بالتهامها. الشوكولا والإدمان هناك خلاف بين العلماء حول هذه المسألة.. وقد حسم علماء الدواء في معهد العلوم العصبية في سان دييغو Pharmacoloyists at The Neurosciences institute www.sciencenews.org) ) هذا الموضوع حينما استطاعوا عزل مادة الأناندامايد وهي مادة دهنية ينتجها الدماغ ويوجد مثيل لها في الكاكاو. وهذه المادة مسؤولة عن تحفيز خلايا الدماغ التي تستقبل المواد المسببة للإدمان. كما وجدوا أيضا تركيبا كيماويا له علاقة بالنشوة الغامرة كما أن بعض المركبات الكيماوية الموجودة في الشوكولا تساعد على تفعيل الأنشطة الدماغية وتحديدا عنصر التربتوفان الذي يتكون منه مركب السيروتونين Serotonine)) المترابط مع الإمفيتامين الذي له علاقة بتحسين الحالة المزاجية لمرضى الاكتئاب. كما أن مادة الفينيلاثلامين Phenylethylamine)) التي يفرزها الدماغ في حالة النشوة الجنسية قد أضافت للشوكولا خاصية لها علاقة بنشاط جسدي يفوق العادة. إن هذه المواد المنشطة لحالات الدماغ تفسر السبب وراء توق النساء لتناول الشوكولا خلال فترات الطمث التي تتسم بتغييرات في المزاج نتيجة تأثير الهرمونات على الحالة النفسية بشكل عام.. غير أن الباحثين لا يصنفون زيادة الطلب على تناول الشوكولا في أثناء الطمث كنوع من الإدمان بل أرجعوا ذلك إلى الرغبة في تناولها إلى تأثير المواد الكيماوية المتوفرة في مادة الكاكاو.