الغذاء وسرطان القولون

أكدت دراسات علمية حديثة أنه يمكن بواسطة تعديل العادات الغذائية تجنب الإصابة بسرطان القولون، وأن الأشخاص المعرضين للإصابة بهذا المرض بسبب وراثي (إصابة الأب أو الأم أو وجود دلائل جينية خاصة تدل على ذلك) يمكنهم ـ بإذن الله ـ تجنب ذلك عن طريق تغيير السلوك الغذائي وتحديدا الإكثار من أطعمة معينة ذات فوائد خاصة لمن لديهم القابلية للإصابة بسرطان القولون. وقد أثبتت الألياف والخضراوات والورقيات مثل الزهرة والملفوف واللفت والفجل والخردل... دورها في تخليص الأمعاء من الرواسب الغذائية وبالتالي لا تكون هناك فرصة للميكروبات للنمو داخل الأمعاء، وكذلك الأطعمة الأخرى تساعد على عدم بقاء الفضلات لفترة أطول داخل الأمعاء مثل المواد الغذائية الأخرى التي تحوي السيليلوز والمواد غير القابلة للهضم مثل الهلام (الجلي) والحبوب والمكسرات والفول السوداني. الحليب أكد الدكتور تشارلز فوكس من معهد دانا فاربر للسرطان التابع لجامعة هارفارد أن النساء اللواتي يتناولن فيتامينات مزودة بحمض الفوليك بانتظام مثل الحوامل يقل لديهن احتمالات الإصابة بسرطان القولون. وقال إن الجرعة المفيدة من حمض الفوليك هي 400 ميكوجرام يوميا، ويوجد حمض الفوليك طبيعيا في الخضراوات الورقية كالسبانخ وكذلك في الفراولة. ففي إحدى الدراسات الحديثة نشر تشارلز فوكس باحثون في الجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان Cancer Research Foundation of America (CRFA) أن الحليب ومشتقاته ومكوناته مثل فيتامين د والكالسيوم واللاكتوز يمنع الإصابة بالسرطان بدرجة عالية، وأنه حتى الذين ظهرت عليهم بوادر مبكرة للإصابة فإن نمو الورم قد تأخر وأصبح بطيئا عن الذين يتناولون الحليب ومشتقاته بكثرة مقارنة مع الذين يقل الحليب في وجباتهم اليومية. وقد تمت الدراسة على أكثر من عشرة آلاف شخص من المتطوعين الذين يخشون الإصابة بسرطان القولون لأسباب وراثية أو ظهرت عليهم بوادر جينية تثبت بدء التحول الخلوي المؤدي إلى السرطان. وقد تم تقسيم المتطوعين إلى قسمين: ـ قسم يتناول الحليب بمعدلات طبيعية أو أقل من الطبيعية. ـ وقسم يتناول الحليب بمعدلات أعلى من الطبيعية (ويقصد بالحليب الحليب الطبيعي ومشتقاته كالجبن والقشطة واللبن والزبادي وكذلك مكوناته مثل الكالسيوم وفيتامين د واللاكتوز...). وقد ظهرت لدى المجموعة التي تتناول الحليب ومشتقاته بكثرة قلة الإصابة بسرطان القولون وعدم نشوئه، أما الذين كشف عن وجود بوادر ودلائل جينية تدل على بوادر للإصابة فقد تأخر وبطؤ نمو الورم. أما المجموعة الأخرى التي لم تحصل على كميات كافية من الحليب فقد تبين استمرار معدل الإصابات بسرطان القولون بالمعدل الطبيعي المحتمل نفسه لمثل هذه الفئة. الحساء أما البحث الآخر فهو يتحدث عن أهمية الحساء الطبيعي (المرق والخضار) وحمض الفوليك في التقليل من الإصابات بسرطان القولون، فقد أثبت جون باترسون اختصاصي الكيمياء الحيوية بمستشفى دومفرايز اند جالوي الملكي للعجزة في بريطانيا (أسكوتلاندا) أن الحساء الطبيعي يحوي كمية كبيرة من حمض السالسيليك الذي يساعد على الوقاية من تصلب الشرايين وسرطان الأمعاء، وتقدر تلك الكمية من حمض السالسيليك في الحساء الطبيعي بستة أضعاف الكمية الطبيعية الموجودة في الأنواع الأخرى من الأغذية. وكان أفضل أنواع الحساء وأعلاه احتواء لحمض السالسيليك هو حساء الجزر وحساء الكزبرة.