كيف نصلح ما أفسد البطن!

تسمع كثيرا عن بعض الرجال وكثير من النساء الذين يخجلون من النظر في المرآة، ويتجنبون مخالطة الناس، لأنهم يرون أجسامهم كبيرة الحجم، ومعالمها ضائعة، فلا يستطيعون ارتداء آخر صيحات الأزياء. ينصب جل اهتمامهم على معرفة الجديد في عالم التخسيس، شغلهم الشاغل السؤال عن أفضل مراكز الرشاقة والعناية بالجسم وتخفيف الوزن، لا يتركون طبيبا ولا استشاري تغذية إلا زاروه أو اتصلوا به، ولايدعون برنامجا تلفازيا إلا شاهدوه، ولا يبقون كتابا عن إنقاص الوزن إلا قرأوه. وسواس دائم، وهاجس مزمن، لا تقر أعينهم ولا تسكن نفوسهم إلا إذا أصبح بإمكانهم ارتداء ملابس أهل الرشاقة (الذين يظهرون على صفحات المجلات وشاشات التلفزيونات) من ماركة ..... أو ماركة ...... لا يختلف اثنان حول أخطار السمنة، وكونها تعوق الحركة وتدعو إلى الكسل، وترهق أجهزة الجسم. تشير الكثير من الدراسات العلمية إلى تفشي ظاهرة السمنة، وازدياد معدلات البدانة بين الناس. ولعل أكثر ما يلفت النظر ويبعث على الخوف أن هذه الظاهرة لدى الأطفال أكثر، وهو ما يعني أن الإنسانية على موعد في يوم ما مع البللونات البشرية، فنصبح بحاجة إلى توسيع المنازل ووسائل النقل، وزيادة حجم معدات الطبخ وأدوات الطعام و.... و..... و.... اقتصاديا.... يحتاج البدين إلى طعام أكثر، وهذا يعني مالا أكثر، ثم إن البدين يحتاج بعد ذلك إلى مبالغ طائلة ليصبح رشيقا. تقول الإحصاءات إن الأمريكيين ينفقون 33 مليار دولار سنويا على شراء المنتجات الخاصة بتخفيف الوزن، وهذا الآن يحدث بدرجات متفاوتة في بلاد أخرى من العالم، فكم أنفق أولئك حتى أصبحوا بدناء؟ آلاف الملايين تنفق ما بين إشباع البطن وبين إصلاح ما أفسده إشباع البطن. ملايين يمكن استثمارها في مشروعات تنموية توفر المساعدة بشكل مباشر أو غير مباشر للفقراء المعدمين والكثير ممن يعيش تحت خط الفقر. الحل... هنا بعض المقترحات التي يمكن أن تساهم في حل هذه المشكلة: 1ـ فرض رسوم على مراكز العناية بالجسم، تقطع من المراجعين وتخصص لتمويل برامج للتثقيف والتوعية. 2ـ استخدام المبالغ السالفة الذكر في تنظيم برامج تثقيف توجه الناس إلى أساليب التغذية السليمة وطرقها، والمحافظة على الرشاقة. 3ـ التركيز على المنافع الصحية والاقتصادية والاجتماعية العامة للرشاقة وعدم حصرها في مجرد جمال المظهر. 4ـ اختبار وسائل تخفيف الوزن الأقل كلفة، والتي تعتمد على الحركة واستخدام المواد الطبيعية. 5ـ عدم الانسياق وراء كل إعلان، واعتماد طبيب معين يوثق به ويكون مستشارا في كل خطوة. وهنا نذكر بأدب عظيم علمنا إياه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام حين قال: ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه. كما لا ننسى أولئك الذين يخضعون لبرنامج خاص لتخفيف الوزن من المقهورين والفقراء والمعدمين، ولاسيما أحبتنا في فلسطين، الذين يستطيع بعضهم لبس جميع ملابس الرشاقة، لكنهم يكادون لايجدون ما يسدون به رمق أطفالهم.