زبدة اللوز: الإنتاج والمواصفات

يوجد اليوم أكثر من 16000 مزرعة لوز سوداني في أمريكا، يستغل أكثر من ثلث إنتاج هذه المزارع في صناعة زبدة اللوز، ويفضل النوع المسمى رينر في التصنيع لما يتميز به من التقارب في الشكل والحجم والذي يعطيه تمايزا عند التحميص. وتبدأ عملية التصنيع باختيار اللوز عالي الجودة، حيث ينظف من القشور ثم يحمص في أفران خاصة وينقل سريعا إلى غرف خاصة مزودة بمراوح للتبريد السريع. ويعتبر التبريد السريع خطوة حرجة في التصنيع، وذلك لتقليل انفصال الزيت من اللوز وخروجه على السطح قدر الإمكان. ثم ينقل اللوز إلى مرحلة أخرى من إزالة بقايا القشور ويشطر آليا وينظف داخليا، ثم يطحن على مرحلتين: الأولى: يتم فيها طحن اللوز فقط، والثانية: يعاد طحن اللوز المطحون بإضافة السكر (أو أي محل آخر) وقليل من الملح والمستحلب. والهدف من إضافة المستحلب هو منع فصل الزيت عن زبدة اللوز. مواصفات ومقاييس تشترط المواصفات القياسية الأمريكية (وكثير من مواصفاتنا القياسية أمريكية) في زبدة الفول السوداني أن تحتوي على 90? لوز سوداني، بدون إضافة محليات صناعية أو لون أو مواد حافظة. وهناك أنواع تسمح فيها المواصفات بإضافة 7? محليات طبيعية و1? ملح، إضافة إلى المثبت. وتشترط المواصفات في المنتج المسمى old fashioner (أي المعد بالطرائق القديمة) ألا يضاف إليه المستحلب. وهناك صنف من اللوز يستخدم بالمسح (الفرد) على الخبز ويسمى peanut butter يصنف بأنه أقل جودة ولابد من ذكر اسمه على العبوة بأنه خاص للفرد يشترط فيه أن يحتوي على 60? لوز وأن تكون كمية السكر والملح فيه أكثر من العادي. كما أن هناك أنواعا من زبدة اللوز الخاصة بالحمية خفضت فيها نسبة الدهون إلى حوالي 25? أقل من الأصلي ويشترط فيه أن لا يقل اللوز عن 90? أيضا. غذاء السعرات المفيدة تصنف زبدة اللوز السوداني بأنها من الأغذية ذات السعرات الحرارية المرتفعة، إذ إن كل 100 جرام من الزبدة يمكن أن تزود الجسم بحوالي 600 سعر حراري. ولكن محبي زبدة اللوز يقولون إنها سعرات مفيدة، إذ إنها لا تقتصر فقط على ارتفاع للسعرات، بل إنها تزود الجسم بعناصر غذائية مفيدة له تشمل بجانب الزيت النباتي غير المشبع بروتينات وكربوهيدرات وأليافا ومعادن وشيئا من الفيتامينات، والحق إن في قولهم شيئا من الصواب ولكن له ضوابط لابد من الأخذ بها. أما الصواب في قولهم.. أما الصواب فيما قالوا فيمكن ملاحظته بمعرفة المكونات الأساسية لزبدة اللوز. فلو أخذنا على سبيل المثال ملعقة (عادية) من زبدة اللوز السوداني نرى أن وزن زبدة اللوز في هذه الملعقة حوالي 16 جراما وبها حوالي 95 سعرا حراريا موزعة بين 5 جرامات بروتين، و8 جرامات دهن معظمه غير مشبع (7 جرامات) و3 جرامات كربوهيدرات، وهناك عدد من العناصر المعدنية مثل الكالسيوم والفسفور والصوديوم والبوتاسيوم وقليل من الحديد والزنك. كما يوجد بها نسبة بسيطة من مجموعة فيتامين (ب) مع عدم وجود بقية الفيتامينات (مثل فيتامين أ). وعموما يحكم على زبدة اللوز بأنها فقيرة بمعظم الفيتامينات لو استثنينا الجزء اليسير المتوفر من فيتامين ب مثل حامض الفوليك. ضوابط أقوالهم إن زبدة اللوز السوداني غذاء مفيد (للأطفال خاصة) لأنه يمدهم بطاقة غذائية مفيدة، ولكن لا يمكن اعتبارها غذاء متوازنا، وفرد ملعقة أو ملعقتين من زبدة اللوز على قطعة من الخبز (ساندويش) من شأنه أن يجعله غذاء مفيدا ووجبة شبه متزنة للإفطار. أما إذا شرب الطفل معها كأسا من الحليب فإنها تمده بمعظم ما يحتاج إليه من العناصر الغذائية لتلك الوجبة. مع ملاحظة تعويض بعض حاجة الطفل من بعض العناصر مثل الحديد وغيره في وجبة الغداء، أو في إفطار اليوم التالي.. ولكن هل يقوم أطفالنا بفرد ملعقة أو ملعقتين من زبدة اللوز على قطعة من الخبز على وجبة الإفطار؟ الحقيقة تقول لا ..! إذ إن الكثير من الآباء والأمهات (ولانقول الأطفال) يتركون هذه الزبدة الشهية في يد الطفل يأكلها بأي طريقة شاء. فمن ذلك عادة إضافة المربى أو العسل إليها وهذا يزيد من نسبة السكر فيها ويقود الطفل لمضار الاستهلاك العالي للسكر ويعوده ألا يتذوق المواد السكرية إلا بحلاوة زائدة، وليست زبدة اللوز المتهمة هنا فقط بل هناك أكثر من عادة تصب في هذا الأمر. ومن ذلك أيضا تناول الطفل كميات كبيرة من زبدة اللوز في الوجبة نفسها. أو خلال اليوم، وهذا مع عادات وسلوكيات غذائية أخرى يقود إلى السمنة. إن الضابط هو تعويد الطفل السلوك السليم في تناوله هذا النوع من الأغذية بالاعتدال وبالطريقة الصحيحة لكي يحصل على الفائدة الغذائية المرجوة منها. إن زبدة اللوز السوداني مفيدة أيضا للكبار، وهي أحد بدائل البروتينات النباتية المهمة. فملعقة أو ملعقتان منها تزود الجسم بفوائد غذائية عديدة.