حوار الأجيال حول السمن وفوائده !!

(جيـــــل 1) إذا لم يكن الطبق الرئيس مشبعا بالسمن البري حتى آخر رمق.. فإن المضيف في هذه الحالة قد أهان ضيفه ولم يقم بالواجب. الواجب كان يقتضي أن يفيض السمن البري المستخلص من حليب أفضل القطعان على جنبات العصيدة أو الهريسة .. أو المرسى أو الكبسة أو المفطح.. بل حتى الفول يجب أن يغمر بطبقة لا تقل عن السنتيمترات العشر في بحيرة من السمن الشهي الذي يأتي من البادية إلى المدن التي كانت تحتفل به وتعتبر موسم قدومه بشيرا على موسم خير ووسم وأرض رزقت الماء والكلأ.. كنا ندخل أيدينا في السمن ونلعقها حتى آخر قطرة.. دون أن نعرف شيئا عن الكوليسترول أو نسمع عن شبح اسمه الدهون المشبعة! (جيـــــل 2) قالوا لنا إن السمن البلدي أو البري ضار بالصحة لأنه سمن حيواني مليء بالدهون التي تدهن الشرايين بدلا من أن تدهن السير! وسألناهم عن البديل فقالوا: عليكم بالزيوت النباتية التي انشقت الأرض وأخرجت لنا منها أصنافا وأنواعا رخيصة الثمن ورخيصة القدر في أعيننا نحن الذين لا تملأ عيونهم سوى قصعة السمن الحقيقي.. سمن الآباء والأجداد. هؤلاء لم يقولوا لنا إن هذا السمن البديل المسمى بالزيت النباتي قد ساهم في ظهور أطعمة مقلية حلت محل السمن الأصلي في تزييت. الأوردة والشرايين بكميات قد تكون مضاعفة من الدهون.. ورغم أننا استسلمنا لهذه التنكات الجديدة إلا أن السمن الحقيقي يبقى سمنا.. وتلك مجرد زيوت!! (جيـــــل 3) نظرا لحرصي الشديد على النظام الغذائي المرتبط بالهرم الأمريكي الجديد، فقد بدأت في استخدام الأطعمة المصنوعة من زيت أولسترا وهو زيت جديد تم تصنيعه وتسويقه في العالم المتقدم حتى يمكن الباحثين عن الصحة من تناول الأطعمة الدهنية دون دهون!!.. بعد سنوات من الحرص الشديد على تناول الأولسترا نصحت الجمعيات الصحية في العالم المتقدم نفسه بأن يستبدل.. بالسمن البلدي! كل موضة غذائية وأنتم بخير!!