أعلى متوسط عمر في العالم لليابانيين.. فماذا هم يأكلون؟

أظهرت الدراسات العالمية أن الفرد الياباني يمتاز بأعلى متوسط عمر في العالم، وبأن جسده من أصح الأجساد. ويعزو الكثيرون ذلك إلى الطعام الذي يتناوله الفرد الياباني، وبالفعل عمدت بعض المؤسسات البحثية والجهات المختصة إلى دراسة ما يأكله الفرد الياباني ووجدوا بالفعل فيه كنوزا جمة. وكشفوا عنه الكثير من الأسرار، ولكن السر الكبير الذي لم يعد سرا هو أن الأكل الياباني يعتمد بشكل عام على صنفين من أصح الأصناف الغذائية وأكثرها فائدة للجسم: الخضراوات، وصيد البحر. ومن أكثر ما يميز طعام اليابانيين هو تناولهم السمك النيئ، ولا بد لذلك من أن يكون السمك طازجا. ومن عاداتهم أن يتم تقطيعه بسكين حاد يسمى هوتشو وبطريقة خاصة. ويعتني اليابانيون كثيرا بطريقة تقديم الطعام، فلا بد أن تكون الألوان متناسقة على المائدة، وفي الطبق الواحد كذلك، كما أنه من المدهش أن ألوان الأطباق على المائدة تتغير تبعا لفصول السنة. ويستخدم اليابانيون أطباقا متعددة الأشكال والألوان، وهم بذلك يحرصون على أن تكون موائدهم جذابة للعين، وأن تكون رائحتها شهية، ولذيذة الطعم في نفس الوقت. الأعشاب البحرية تحتوي الكثير من الأطباق اليابانية على شيء من الأعشاب البحرية، ولهذه الأعشاب طرق خاصة في الحصول عليها وتنظيفها، كما أن منها أنواعا كثيرة ومختلفة، ولابد لمن يسعى للحصول على الأعشاب البحرية مباشرة من البحر أن يكون على علم بذلك إذ إن منها ما هو خطير وسام للغاية. تعد الأعشاب البحرية غنية بالمعادن والعناصر الطبيعية وبخاصة اليود الذي تعتمد عليه الغدة الدرقية في عملها، ولقد أجريت عدة تجارب وأبحاث على العشب البحري مثل تلك التي قامت بها كلية الطب في مدينة ناغويا في اليابان، وأسفرت هذه الأبحاث عن أهمية الأعشاب البحرية في تثبيط سرطان الثدي والأورام السرطانية بشكل عام، وهذا أمر واضح على اليابانيين، حيث إن نسبة إصابتهم بسرطان الثدي ضئيلة جدا، وأسفرت دراسة ثانية في مدينة هيروشيما في اليابان أن مستخلصات الأعشاب البحرية يمكن أن تؤدي دورا مهما في زيادة الخلايا المناعية في جسم الإنسان. ويؤكد المختصون أن للعشب البحري فوائد كبيرة على الجهاز الهضمي على الرغم من عدم وضوح كيفية ذلك، وينصحون المهتمين بالأعشاب البحرية بتناول 50 غراما منها ثلاث مرات في الأسبوع. ويعد العشب البحري أحد المصادر القليلة الغنية بفيتامين ب12 والذي تفتقر إليه أغلب الخضراوات، ومن أكثر الأعشاب البحرية غنى بهذا الفيتامين عشبة نوري وهي عشبة جافة متوفرة في المتاجر الكبيرة وبشكل واسع. ويباع العشب البحري عادة مجففا ليضاف إلى الشوربة والسلطة، أو يفتت ليستخدم ويرش على أطباق الخضراوات، ويستخدم كذلك كنوع من التوابل البديلة للملح والفلفل. ومن الصعب الحصول على الأعشاب البحرية وهي طازجة، وذلك تبعا لصعوبة الحصول على الأعشاب نفسها، ولكن يمكن أن تجده لدى بعض تجار السمك إذا حالفك الحظ، والأعشاب الطازجة يمكن تقديمها كسلطة وذلك بعد غسلها بشكل جيد. ولكن لا ينصح بتناول الأعشاب البحرية لمن لديهم حساسية ضد اليود، حيث إن الأعشاب البحرية غنية به، وبسبب ذلك أيضا لا ينصح بتناولها لمن لديه ارتفاع في ضغط الدم أو خلل في الغدة الدرقية. الصويا.. الساحرة! ضج العالم عندما علم بخصائص الصويا المذهلة، وجعله الكثيرون سيد الطعام بلا منازع، ولكن تراجعت هذه الصرعة مؤخرا وقلت شعبية الصويا إلى حد ما بعد اكتشاف بعض الأضرار الجانبية لبعض أنواعه. يساعد فول الصويا على خفض نسبة الكوليسترول، ويعتقد أن له علاقة وثيقة بالتقليل من احتمالات الإصابة بسرطاني الثدي والبروستاتا. ومن المعلوم أن الإصابة بهذين السرطانين نادرة جدا في اليابان كما ذكرنا. ولكن أظهرت الدراسات كذلك بعض النواحي السلبية للصويا، حيث وجدت أنه مسبب رئيس للشيخوخة، ويعتقد بشكل عام أن أكثر منتجات الصويا أمانا هي الصويا المخمرة. وجدير بالذكر أن تناول الصويا يوميا أمر غير منصوح به على الإطلاق. وقد أظهرت الدراسات كذلك أن الصويا تسبب الحساسية لبعض الأشخاص، كما أن بعض العناصر النافعة فيها موجودة في بعض الفواكه ولكن بتركيز أقل، ويعتبر الزبيب والمشمش من أفضل المصادر البديلة للصويا. وقبل أشهر صادرت وزارة التجارة السعودية العديد من أصناف الصويا الموجودة في الأسواق، حيث ثبت أنها ضارة بالصحة لأن هذه الأنواع كانت قد خضعت للتعديل الجيني بشكل لا يتوافق مع المعايير والمقاييس السعودية. الواسابي.. نخبة التوابل يعد الواسابي أحد الإضافات الفعالة في النظام الغذائي الياباني، وهي عبارة عن نوع من الفجل الحار ينمو في الأجواء الرطبة وعلى ضفاف الأنهار في اليابان. وقد أظهرت الدراسات أن توابل الواسابي تحتوي على مواد ومركبات غذائية لها تأثير إيجابي على مرضى السرطان، كما اكتشف أن الواسابي تعمل على تثبيط عمل بعض الخلايا السرطانية، كما تحمي صفيحات الدم مما يقلل من الإصابة بأمراض الدم والسرطان معا. وتأتي توابل واسابي على شكل معجون يضفي على الطعام نكهة وعبيرا مميزا، ويستخدم بشكل خاص مع أطباق السمك النيئ اليابانية، وأطباق المعكرونة أيضا، ويعتقد أن له قدرة على مقاومة تسممات الأطعمة. الشاي الأخضر يعتبر الشاي الأخضر جزءا مهما في النظام الغذائي الياباني، حيث يتم تناوله خلال وجبة الطعام، ويصنع الشاي الأخضر من أوراقه غير المخمرة، وهذه الأوراق ثبت أنها غنية بمضادات الأكسدة القوية والفعالة. ولقد اكتشف أنه يؤدي دورا مهما في تثبيط إحدى مراحل تطور فيروس السرطان في الأنسجة الحية. وتعد منطقة زراعة الشاي الأخضر ونموه في اليابان وهي منطقة شيزوكا منطقة خالية تماما من الإصابة بسرطان المعدة، كما أن نسبة الإصابة بالسرطان بشتى أنواعه قليلة جدا. كما قد تم اكتشاف أن الشاي الأخضر يؤدي دورا أساسيا في الحماية من سرطان القولون والجلد والمعدة والكبد والرئة، وذلك بسبب وجود حامض الكربوليك الذي يعوق عملية تكون المركبات السرطانية وخصوصا عندما يتم شربه في أثناء وجبات الطعام. بالإضافة إلى ذلك فإن للشاي الأخضر تأثيرا إيجابيا على مستوى الكوليسترول، حيث يعمل على زيادة كثافة البروتينات الحاملة لجزيئات الدسم عبر القولون، وهذا أمر جيد. ومن أهم العناصر المكونة للشاي الأخضر الكافيين، وحمض التنيك، وفيتامينات هـ و ب1 و ب2 و ب12 ، والحديد، والفولورايد، والمغنيسيوم، والكالسيوم، بالإضافة إلى حامض الكربوليك. وقد توصل الباحثون من خلال الدراسات العديدة التي أجريت على الشاي الأخضر أن العناصر التي يتكون منها أكثر فعالية بعشرين مرة من فيتامين هـ الذي يؤدي دورا مهما في منع حدوث السرطان. وأما عن الكمية الكافية من الشاي الأخضر للفرد فينصح بشرب ثلاثة أكواب منه في اليوم، وذلك كاف للحماية من الإصابة بأمراض الكبد وتقليل كمية الكوليسترول في الدم بإذن الله. العصي اليابانية من أكثر ما يميز اليابانيين في الأكل هو استخدامهم للعصي Chopsticks في تناولهم الطعام، ويسمونها في لغتهم هاشي، أما في تناولهم الحساء فهم يتناولون المقادير الصلبة منها بالعصي، ومن ثم يرفعون الطبق بأيديهم ويحتسون الحساء منه مباشرة بالفم، وتصنع العصي عادة من الخشب، وفي الآونة الأخيرة ظهرت لديهم العصي المصنوعة من البلاستيك، ومن العادات المتبعة أن يكون لكل شخص في العائلة عصي خاصة به لا يستخدمها غيره. وعند عدم استخدام العصي على المائدة يتم وضعها مستندة إلى قاعدة صغيرة مخصصة لها تسمى هاشيوكي، وتصنع عادة من الخشب أو السيراميك أو الزجاج.