عصائر الحمضيات.. ليس كل عصير طبيعيا!!

لا يعلم تحديدا متى تعرف الإنسان على عصير الموالح الحمضيات، ولكن يسجل لنا التاريخ أن بداية صناعة العصائر الحمضية كانت عام 1925م في الولايات المتحدة الأمريكية. ويمثل اليوم إنتاج أمريكا من عصائر الحمضيات المصنعة 75? من الإنتاج العالمي، على صورة معلبة مبسترة أو معقمة أو على هيئة مركزة أو بدرة. ولاشك أن صناعة العصائر مثلها مثل أي صناعة أخرى تطورت اليوم بصورة كبيرة، ويمكن اعتبار عام 1945م تاريخا مشهودا في تصنيع العصائر الحمضية إذ أدخل على هذا التصنيع مفهوم الحفاظ على خواص الحمضيات الطبيعية والكيميائية مثل: النكهة واللون والفيتامينات، وذلك بإدخال التصنيع إلى مرحلة العصير المركز والمجمد. وصناعة عصائر الحمضيات اليوم لا تقتصر فقط على الاستفادة من المادة العصيرية المأكولة في ثمار الموالح، وإنما تتعداها إلى الصناعات الجانبية مثل صناعة زيوت النكهة الطيارة وصناعة البكتين من القشور. وتدخل زيوت النكهة الطيارة في الصناعات الغذائية والعطورات على حد سواء. ليس كل عصير طبيعيا إن معظم العصائر المصنعة والمبسترة التي توجد في الأسواق اليوم باسم عصائر طبيعية تتكون من 40 إلى 50? من مكوناتها من العصير الحقيقي للفاكهة الحمضية، ويكمل الباقي بالماء والسكر وحمض الستريك والصمغ العربي، وربما أضيف له نكهات وألوان وشيء من فيتامين C، وذلك حسب الشركة المصنعة. وعموما فإن هناك مواصفات تحددها الدول (حسب مواصفاتها ومقاييسها الخاصة بها) للعصير واسمه، فمثلا هناك العصير العادي الطبيعي الذي يعرف بأنه العصير المستخلص من صنف واحد من الفاكهة بدون أي إضافات ويكون مصفى جيدا. ومبسترا، وقد يجمد، وعادة ما يكون على شكل سائل وهناك العصير اللبي وهو العصير المحتوي على لب الثمرة أو جزء منه، ويكون خاليا من القشور والبذور. وهناك العصير المركز حيث يتخلص جزء منه من ماء العصير لرفع نسبة المواد الصلبة وعادة ما يتم ذلك برفع الحرارة تحت التفريغ أو بالتجميد تحت الطرد على مراحل بهدف المحافظة على القيمة الغذائية والخواص الطبيعية للحمضيات. وهناك العصير المجفف الذي يحوي 10? عصيرا طبيعيا مثل: النكتار وبعض أنواع الليمونادة والبرتقال. وهناك مواصفات وأنواع أخرى. للعصير فوائد مشتركة لاشك أن للعصائر فوائد خاصة بها، قد لا يوفرها أكل الحمضيات مباشرة مثل: سهولة حفظها وسرعة شربها وسهولة تقديمها للضيوف، وشغف الأطفال بها، ورغبة المرضى فيها إلا أن لثمار الحمضيات بصورتها الكاملة فوائدها الخاصة أيضا. وعلى العموم فمن الناحية الغذائية تتأثر فائدة العصير بمقدار ما يضاف إليه من مضافات أخرى، لذا فلا يمكن أن نحدد قيما غذائية دقيقة تسري على جميع أنواع العصائر الطبيعية بصورة عامة.