تـريــد ســكرا أقــل؟ هــذا هو البديل

يحسم علميا مدى السلبيات المرضية لبدائل المحليات، فبرغم أهميتها لمرضى السكري ومن يعانون السمنة، إلا أن الشكوك التي تثار حول استخدامها بين الحين والآخر، تجعل تناولها على الإطلاق ليس مقبولا. إن المعقول هو تناول السكريات الطبيعية، مثل السكروز (سكر المائدة) وغيره من السكريات الطبيعية الأخرى التي تعطي الجسم الطاقة (السعرات الحرارية). ولكن ما حيلة الكثرة من الناس في هذا العصر، الذين أصبحوا يشتكون من أمراض السمنة وتوابعها، ويعد أحد مسبباتها تناول السكريات الطبيعية، فضلا عن أنها تسبب أيضا تلف الأسنان. من هنا أصبح لزاما على هؤلاء الناس استعمال بدائل السكريات التي وفرت للمستهلكين التمتع بمذاق السكر، مع إعطاء سعرات حرارية أقل بكثير مما تعطيه السكريات الطبيعية. وعلى هذا فالمحليات تنقسم إلى قسمين: الأول المحليات الطبيعية، والثاني المحليات الاصطناعية (بدائل السكريات). وفيما يلي نستعرض أهم بدائل السكريات الرئيسة، والتي يتم تبادلها في مختلف دول العالم. ويجب التنبيه هنا إلى أن بعض هذه البدائل لا يزال الناس يستخدمونها، وبعضها استخدم لفترة ثم منع استعماله نظرا لعلاقته ببعض الأمراض. ونخص ثلاثة من بدائل السكريات مصرحا باستخدامها وهي السكرين والاسبارتيم والأسيسولفام- ك: السكرين (Saccharin): يعتبر السكرين مادة عضوية ذات طعم أحلى 200 - 700 مرة من السكر العادي (السكروز). ويستخدمه بعض الأشخاص، مثل مرضى السكر والبدناء. وقد تم اكتشاف السكرين عام 1878م بوساطة باحث بجامعة هوبكنز الأمريكية. وهو يتوفر تجاريا إما على هيئة ملح الصوديوم وإما على هيئة ملح الكالسيوم وإما على هيئة السكرين الحامضي. وتتميز مادة السكرين بأنها مادة بلورية بيضاء تستخدم عادة كسكر المائدة للتحلية، وكذلك في بعض المنتجات الغذائية مثل المشروبات، ومنتجات المخابز والمربى واللبان والحلويات، وغيرها من المنتجات الأخرى. ويعاب على مادة السكرين الطعم المعدني المر عند استعماله بكميات كبيرة. والسكرين عديم السعرات الحرارية لذا فهو مفيد لمرضى السكر، كما يستخدم في تخفيض الوزن لدى الأشخاص الذين يعانون السمنة. والسؤال هو: هل يعتبر السكرين آمنا صحيا؟ إن دراسة السلامة الصحية للسكرين امتدت لأكثر من 50 عاما. وقد كانت أغلب الشكوك تتركز حول وجود علاقة بين تناول السكرين لفترات طويلة وبكميات عالية وسرطان المثانة عند الفئران. وقد ثبت من التجارب أن استخدام السكرين بكميات كبيرة تتراوح بين 5-7.5? أدى إلى زيادة الإصابة بسرطان المثانة لدى الفئران. كما وجد أن الاختبارات التي قلت فيها كميات السكرين لم تظهر أي إصابات غير عادية من سرطان المثانة. ونلاحظ هنا أن مايتناوله الإنسان من السكرين أقل بكثير مما يعطى لحيوانات التجارب. وقد أثبتت أكثر من (20) دراسة أنه لاتوجد علاقة بين استخدام السكرين وإصابة الإنسان بالسرطان. وفي عام 1977م قدمت إدارة الأدوية والأغذية الأمريكية اقتراحا بمنع استخدام السكرين. وطلبت إجراء المزيد من الدراسات حول سميته، بالإضافة إلى ذلك طلبت كتابة العبارة التحذيرية التالية على أغلب الأغذية المحتوية على السكرين: استخدام هذا المنتج يمكن أن يكون خطرا على صحتك. هذا المنتج يحتوي على مادة السكرين الذي وجد أنه يسبب السرطان في حيوانات التجارب. وفي عام 1991م قامت إدارة الأدوية والأغذية الأمريكية بسحب اقتراحها حول منع استخدام السكرين. وذلك يدعونا إلى أخذ الحيطة في استخدام هذا المركب بالتقليل من استخدامه. أو عدم استخدامه، نهائيا واستبداله بالمواد الأخرى الآمنة. الاسبارتيم (Aspartame): اكتشف مركب الاسبارتيم بالصدفة عام 1965م ويسوق هذا المنتج تحت الاسم التجاري نيتيرسويت Nutrasweet . وهناك منتج آخر يطلق عليه (Spoonful) عبارة عن اسبارتيم مع مركب كربوهيدرات يسمى المالتو دكسترين. ومركب الاسبارتيم يختلف عن بدائل السكر الأخرى، كونه عبارة عن مثيل استر للحمضين الأمينيين (حمض الفنيل الأينين وحمض الاسبارتك) ويوجد هذان الحمضان بصورة طبيعية في الأغذية البروتينية، لذلك يصنف على أنه بروتين وليس كربوهيدرات. وبعد دراسة الاسبارتيم تبين سلامته، فهو عبارة عن مادة بروتينية يستفيد منها الجسم، وبالتالي فهو مأمون صحيا ماعدا الأشخاص الذين لديهم مرض (فينل كيتونيوريا) (Phenyl Ketonuria PKU) وهو مرض وراثي يصيب الأطفال، ويتمثل في نقص الأنزيم المهم في عملية الأيض للحمض الأميني الفنيل الأنينين، لذلك يجب على من لديهم هذا المرض الحذر عند تناول الاسبرتيم. وهذا المركب أحلى من سكر المائدة بحوالي 180 مرة لذا فإن الكمية المستخدمة منه تكون ضئيلة لدرجة يفترض ألا تمد الجسم بأي سعرات حرارية. إن مركب الاسبارتيم مصرح باستخدامه في 75 دولة بالعالم، ويدخل في تركيب أكثر من (500) منتج غذائي، مثل مشروبات الدايت (Diet) واللبان وكسكر المائدة وفي حبوب الإفطار المحلاة والمشروبات الغازية والحلويات. ويعاب على مركب الاسبارتيم عدم الثباتية في الأوساط الحامضية وكذلك نقص حلاوته خلال التسخين لفترات طويلة. أسيسولفام - ك(Acesulfame-K): تم اكتشاف هذا المركب عن طريق الصدفة عام 1967م، وهو عبارة عن أحد مشتقات حمض الاسيتواكستيك. ويستخدم على هيئة ملح البوتاسيوم للأسيسولفام. ويسوق تحت الاسم التجاري سينيت (Sunette). وهو أحلى من سكر المائدة بـ 200 مرة. ويمتاز مركب الأسيسولفام بالثباتية عند التسخين، لذا فهو يستخدم في منتجات المخابز. وتم ترخيص استخدامه في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1988م كسكر مائدة، وفي اللبان وفي خلطة المشروبات الجافة. ويعاب فقط على هذا المركب الطعم المعدني المر خصوصا عند التراكيز المرتفعة. والآن وبعد استعراض بدائل السكر الثلاثة يمكننا القول بشكل عام إن تناول هذه البدائل المصرح بها وفي التراكيز العادية المسموح بها لا يشكل ضررا بالصحة. لذلك فإن الأشخاص الذين يرغبون في استخدام هذه المواد يجب عليهم تناولها في الحدود المسموح بها مع اتباع نظام جيد للتغذية. وهناك بعض المركبات الجديدة البديلة للسكر مستخرج بعضها من النباتات، مثل مادة ثيوماتين (Thaumatin) التي هي عبارة عن مركب بروتين مستخرج من بعض الفواكه في غرب أفريقيا، ويباع تجاريا تحت اسم تالين (Talin) وتصل حلاوته إلى حوالي 2000 مرة مقارنة بالسكر العادي. وهناك مركب آخر يطلق عليه المونولين (Monellin) في أفريقيا. وحلاوته تقدر بـ 3000 ضعف حلاوة السكر العادي. وإجمالا لابد من التأكيد أن كثيرا من هذه المركبات آمنة صحيا، مع النصيحة للمستهلك بالابتعاد عن كل ما أظهرت الدراسات شكوكا حوله واللجوء لبديل آخر.