الأرز .. غذاء الشعوب وقاهر الجوع

يعتبر الأرز غذاء استراتيجيا عالميا،حيث تعتمد معظم شعوب العالم عليه كغذاء أساسي، خاصة دول شرق ووسط آسيا التي يصل إنتاجها من هذه المادة إلى ما يقارب 90? من محصول الأرز العالمي، بينما تحتل المساحة المزروعة من الأرز عالميا ما نسبته 11? من مساحة الأرض الصالحة للزراعة على وجه الأرض. ويكمن سر الاهتمام العالمي بالأرز كونه يتمتع بنسبة عالية من الألياف قد تصل إلى 9? في حال إبقائه بدون تقشير، هذا فضلا عن احتواء قشوره على فيتامين B1 بنسبة تصل إلى حوالي 79? ، و نسبة عالية من الزلاليات تصل إلى معدل 7?، ونشويات وفيرة تقدر بحوالي 79جرام في كل مائة غرام منه. ويؤدي تقشير الأرز إلى فقدانه الكثير من خواصه الصحية، حيث تنخفض نسبة الألياف من 7? إلى ستة بالألف، وانخفاض فيتامين B1 إلى ثمانية من الألف من المليجرام في كل مائة جرام من الأرز، وهذا قدر ضئيل جدا لا يسد حاجة الإنسان اليومية. ولو تجاوزنا أمر عوز الفيتامينات ونقص الألياف في الأرز لطالعتنا النشويات بوفرتها التي تحتل من تركيب حبة الأرز أربعة أخماسها، تقريبا، أو ربما أكثر، لهذا كان الأرز في نظر المختصين في التغذية طعاما نشويا يعطي من السعرات الحرارية ما يقدر بحوالي 354سعرا لكل مائة جرام منه، وهذا لا يتفق مع ضروريات الحمية الغذائية المطلوبة من الراغبين بإنقاص أوزانهم. ويتميز الأرز في أيامنا هذه باللون الأبيض الناصع تنقصه القشور الغنية بفيتامين الثيامين الثرية بالألياف، وهو لا يصلح أن يكون غذاء منفردا يقوم عليه عماد الطعام، وإنما يفضل أن يكون جزءا من طعام منوع يخالطه اللحم والخضراوات وبعض الفاكهة الطازجة حتى لا يقع الإنسان فريسة لنزعة الشهية دونما وعي أو إدراك.