بوشكين : مجدد الشعر الروسي وأميره

يعتبر الشاعر الروسي ألكسندر بوشكين أحد أهم شعراء النهضة الأدبية الروسية في القرن التاسع عشر، بل يعتبر أحد أهم دعائمها ومطلق ثورة شعرية جديدة في الأدب الروسي. ولم تكن أهمية بوشكين كشاعر مبدع فحسب، بل كانت أهميته كونه قاد حركة تجديد في الشعر الروسي جعلته قريبا ومتأثرا بآداب الأمم الأخرى، خاصة العربي والأفريقي، ربما لأن دما أفريقيا كان يجري في عروقه. ولد بوشكين في 651799 من أب روسي من طبقة النبلاء وأم حبشية اسمها ناديشد أوسيبافنا، كانت حفيدة إبراهيم جانيبال الجد الأكبر لبوشكين، والذي كان من الضباط المقربين لدى القيصر بطرس الأول، منحته أمه سمرة بشرتها وحبا للأدب الأفريقي والعربي أيضا، لا بل حتى للإسلام والقرآن، حيث تأثر بهما تأثرا واضحا حسب كتاب صدر في دمشق للباحث مالك صقور تحت عنوان بوشكين والقرآن تحدث فيه عن تأثر شاعر روسيا الكبير بالثقافة الإسلامية عامة وبالقرآن الكريم خاصة. وحسب المؤلف، فقد شغف (بوشكين) بالقرآن الكريم شغفا عظيما، ومن شدة شغفه بالقرآن وإعجابه به، كتب قصيدة بعنوان محاكاة القرآن متأثرا بآياته وبشخصية الرسول الفذة. ويورد بعض مقاطع من هذه المحاكاة، ومنها: بوشكين القرآن الكريم أقسم بالشفع والوتر والشفع والوتر أقسم بصلاة العصر والعصر كلا أنا ماتركتك ماودعك ربك وماقلى فعلى من أنزلت رحمتي ألم يجدك يتيما فآوى ورعيته وهديته ووجدك ضالا فهدى. تلقى بوشكين تعليمه في معهد النبلاء للتعليم الثانوي والعالي معا، ومدة الدراسة به ست سنوات، وقد أنشأ هذا المعهد ألكسندر الأول لتجهيز شباب الأسر الروسية العريقة لتولي المناصب الهامة في دائرة الحكومة القيصرية. وقد كتب بوشكين الكثير من المؤلفات التي عبرت عن الحياة الثقافية والاجتماعية لروسيا في ذلك الوقت، مثل: المصباح الأخضر، وإرزاماس.. انعكس حبه للحرية والعدالة في كتاباته، مثل: إلى تشاداييف، وحكايات، والقرية، كما كتب العديد من القصائد الشعرية، مثل: الأسير القوقازي، والأخوة الأشرار، والنور. توفي بوشكين مقتولا، عام 1837 عن 36 عاما، في مبارزة له مع أحد النبلاء الفرنسيين دفاعا عن شرفه في وجه الشائعات التي أشيعت حول علاقة زوجته نتاليا بهذا الشاب الفرنسي، بعد أن خلف إرثا شعريا خلده في الذاكرة الأدبية الروسية،وخلد الأدب الروسي به.