زبدة اللوز.. يحبها الصغار ويأكلها الكبار!

زبدة اللوز تصنع من اللوز، ويسمى باللوز أو الفول السوداني أو الفستق السوداني أو لوز الأرض. واللوز عبارة عن ثمار تنمو تحت سطح التربة كنوع من أنواع الخضراوات الاستوائية سنوية النمو. ويستغرق اكتمال نمو اللوز منذ بذر البذور إلى الحصاد حوالي 100 إلى 120 يوما يخرج بعدها اللوز بالقلع وينظف من التربة العالقة به ويكون في داخل قشرته التي تجمع بين 1 إلى 3 بذور في أغلب الأحيان. وإذا ما أزيلت القشرة الخارجية ظهرت حبات اللوز وقد أحيطت كل لوزة منها بقشرة بنية رقيقة عادة ما تقشر لتظهر اللوزة ذات اللون الأصفر الفاتح. وعادة إذا ما تم حصاد اللوز فإنه يترك عدة أيام ليجفف. وبعد ذلك يستهلك بصور عديدة حسب عادات الشعوب وتقاليدها. وقد عرف اللوز على المستوى التجاري ببيعه محمصا وكان أغلبه يستخدم قديما لإخراج الزيت. ومازال كثير منه يستخدم اليوم بعد تحميصه وتعبئته في عبوات مختلفة، أو ربما استخدم لاستخراج الزيت، إذ تحوي الثمرة نسبة عالية من الزيت تصل إلى حوالي 49?. زبدة اللوز هذا المصطلح مترجم من الكلمة الإنجليزية Peanut butter ورغم أن معنى الكلمة يشير إلى وجود زبدة في هذا المنتج إلا أن المنتج عبارة عن لوز سوداني مطحون ومكون على هيئة عجينة مضاف إليها شيء من السكر وقليل من الملح، وربما أضيف مستحلب إليها. زبدة اللوز: مشوار الـ 100 عام يقولون إن لبداية تعرف الإنسان على زبدة اللوز السوداني أكثر من قصة ورواية، فيقال إن أول من عرفها هم الأفارقة، حيث كانوا يعدونها في القرن الخامس عشر الميلادي على هيئة إدام خاص معروف لديهم. ويقال إن أصل فكرة زبدة اللوز جاءت من الصين، فقد كانوا يجرشون اللوز ويصنعون منه صلصة كريمية خاصة بهم، ويزعمون أن بقايا فكرة هذه الصلصة مازالت في أغذيتهم حتى يومنا هذا، بل يؤكدون أن صلصة اللوز الجاوية التي يستخدمونها في أطباق الإندونيسيين ما هي إلا صينية محرفة. أما الأمريكان فإنهم يلقون بكل هذه الأقوال وغيرها جانبا ويقولون إن زبدة اللوز السوداني بصفاتها وحلاوتها ولذتها أمريكية الأصل والمنشأ والولادة. وهي أحد مفاخر إمبراطوريتهم الغذائية. بداية القصة كانت البداية في عام 1890م، حيث تفتق ذهن أحد الأطباء من (سانت لويس) ويدعى (جورج بايل) عن طحن اللوز السوداني وعجنه لإعطائه لمرضاه الذين كانوا يعانون عدم القدرة على مضغ اللحم أو المكسرات مما يعني تعرضهم لقلة الحصول على البروتينات. وكانت قناعة هذا الطبيب أن اللوز مصدر جيد للبروتينات النباتية، ولم يقتصر عمل (جورج بايل) على النصح لمرضاه بعجن اللوز، بل تقدم باقتراح لأحد المحلات التجارية ليقوموا بتصنيع عجينة اللوز السوداني، واستجاب أصحاب المحل للفكرة، وكانوا يستخدمون ماكينة فرم اللحم العادية لذلك. وكان الطبيب يشرف على بيع المنتج حيث كان الرطل يباع بستة سنتات. كيلوقز وبداية الإمبراطورية ويذكر التاريخ مخترعا آخر لزبدة اللوز السوداني يسمى جون هارفي كيلوق من ولاية متشجن وقد كان طبيبا، ويقال إنه كان يعطي مرضاه زبدة اللوز كمصدر بروتيني نباتي. وقد استطاع هذا الطبيب مع أخ آخر له أن يسجلا براءة اختراع زبدة اللوز السوداني عام 1895م باسميهما Kellogg?s بمسمى (تصنيع وجبات اللوز وإعدادها). وقد كان هذا الاختراع فاتحة خير تجاري للأخوين كيلوقز، حيث كانت البداية لإمبراطورية كيلوغز لحبوب الإفطار المشهورة. اختراع كيلوقز لم يكن في حقيقته لذيذا كما هي زبدة اللوز التي نعرفها، فقد كان يغلي اللوز بالبخار ولم يكن يحمص كما هو الحال اليوم. ولعل فكرة التحميص قد بدأت عام 1896م من موظف كان يعمل مع كيلوقز يسمى جوزف لامبر حيث كان يعمل في بيع أدوات الطبخ وقد ترك العمل مع كيلوقز وأصبح يبيع زبدة اللوز المحمص التي كان يصنعها يدويا، وبعد ذلك بثلاث سنوات (عام 1899م) قامت زوجته (الميتا) بطبع أحد أشهر كتب الطبخ التي ظهرت في ذلك الزمان وهو (كتاب طبخ اللوز). كارفر.. أبو صناعة اللوز السوداني وحتى ذلك التاريخ فإن اللوز السوداني لم يكن يعرف بالثقة بين الأفراد في الولايات المتحدة حتى ظهر عام 1903م الدكتور (جورج واشنطن كارفر) من معهد تسكيجي في مدينة الباما، حيث ركز أبحاثه على زراعة وإنتاج اللوز وإنتاجه وتصنيعه، وعرف الشعب الأمريكي على أكثر من 300 طريقة لاستخدام اللوز السوداني وصناعته حتى أطلق عليه أبو صناعة اللوز السوداني. ويعتبر الدكتور جورج كارفر هذا هو من دفع زبدة اللوز إلى الشهرة الكبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية. إلى الصناعة.. إلى الخارج كان أول من عرف العالم الخارجي (خارج أمريكا) بمنتج زبدة اللوز السوداني هو (سومنير)، حيث عرضه في معرض للأغذية أقيم في (سانت لويس) عام 1904م. وتعتبر أول شركة أمريكية قامت بتصنيع زبدة اللوز السوداني على مستوى واسع (ومازالت تعمل في هذه الصناعة إلى اليوم) هي شركة كريما، وقد بدأت نشاطها في تصنيع زبدة اللوز عام 1908م. أما (جوزيف روزفيلد) فيعتبر أول من صنع زبدة اللوز على الشكل المجروش المسمى (كرانش) مقابل الشكل المطحون الناعم جدا (سوفت) وكان ذلك في عام 1922م وهو أول من استطاع صناعة زبدة اللوز التي لا ينفصل عنها الزيت (وقد كان قبل ذلك ينفصل عنها الزيت وتخلط عند كل استخدام)، وذلك بإضافة مستحلب خاص. وتعتبر شركة (بيتربان) (المشهورة إلى اليوم) هي أول من أنزل منتجات (روزفيلد) إلى الأسواق وذلك في عام 1928م، حيث كانت منتجاتها مما لا ينفصل عنها الزيت وتبقى على الأرفف لمدة طويلة. أما كبرى الشركات المصنعة لزبدة اللوز السوداني في العالم فهي شركة (بروكتر وقامبل) الموجودة في ولاية كنتاكي، وقد بدأت هذه الشركة نشاطها عام 1958م ومازالت في الصدارة إلى اليوم حيث تنتج أكثر من 250 ألف عبوة زبدة لوز سنويا.