حبة الأرز العجيبة حول العالم!!

إن هناك انتشارا واسعا لحبة الأرز في العالم اليوم سواء زراعة أو استهلاكا، فقد دخلت في الاقتصاد والسياسة والاجتماع، ولم تترك الجوانب النفسية لكثير من شعوب العالم. هذه جولة سريعة عن متفرقات ولطائف عن هذه الحبة في أقطار الدنيا استللناها من عدد من تقارير ودراسات معهد أبحاث الأرز العالمي (IRRI) ومنظمة الفاو وغيرها. أوروبا والحبة الطويلة يزرع الأرز في عشر دول أوروبية بجانب دول روسيا الفيدرالية وأوكرانيا. وتبعا لإحصاءات منظمة الفاو (FAO) لعام 1993م فإن إنتاج الأرز في كل هذه المنطقة هو 3.17 مليون طن سنويا أو ما يعادل 0.6? من إنتاج العالم (528 مليون طن للسنة نفسها). والدول الأهم في إنتاج الأرز في الاتحاد الأوروبي هي بالترتيب التالي: إيطاليا ثم أسبانيا ثم فرنسا فالبرتغال ثم اليونان. ويستهلك الاتحاد الأوروبي سنويا ما يقارب 1.5 مليون طن من الأرز، لذا فإن هناك شبه اكتفاء ذاتي في هذا المحصول عندهم. وتعتبر الأنواع ذات الحبة المستديرة والمتوسطة هي الأكثر انتشارا، في حين نجد أن هناك نقصا حادا في حبة الأرز الرفيعة والطويلة. لذا فإن هنالك عمليات في استيراد وتصدير الأرز بين دول أوروبا وبعض دول العالم مثل الولايات المتحدة وتايلند والهند وباكستان. غرب إفريقيا وقفزات قادمة لقد أدى التغيير الجذري في أفضليات التغذية لسكان غرب إفريقيا إلى ظهور عدم توازن بين العرض والطلب في سلعة الأرز. ومنذ عام 1973 فقد نما الطلب في الإقليم بمعدل سنوي بلغ 6? مدفوعا بزيادة سكانية (بمعدل يساوي 2.9?) مصحوبة بتحول كبير من الحبوب التقليدية الأخرى التي كانت سائدة على موائد الإقليم. أكثر هذه الطفرة الدراماتيكية حدثت في أواخر السبعينيات والثمانينيات، وظلت هذه الزيادة في استهلاك الأرز في الإقليم في اطراد إلى اليوم، مع توقع منظمة الأغذية والزراعة العالمية (FAO) بأن معدل هذه الزيادة سوف يستمر على 4.5? حتى عام 2000م، مما يعني أن حجم الأرز المستهلك في غرب إفريقيا يمكن أن يزيد بنسبة 70? بنهاية العام القادم. والله أعلم. وقد أظهرت مسوحات الاستهلاك في الأماكن الحضرية في بوركينا فاسو أن ثلث فقراء المناطق الحضرية يحصلون على 33? من السعرات من الأرز، ولنفس هذا القطاع فإن مشتريات الأرز تمثل 45? من مصروفاتهم على الحبوب. هذا الوضع نفسه يوجد في باقي دول غرب إفريقيا الأخرى، ويوضح أن وجود الأرز وأسعاره صارت عاملا محددا لرفاهية القطاعات الفقيرة من المستهلكين في غرب إفريقيا. وفي مناطق كثيرة في غرب إفريقيا نجد أن النساء هن اللاتي يقمن بإنتاج الأرز، ودخول النساء هي التي تفيد الأطفال والضعفاء أكثر من دخول الرجال. ولكن التحول في زراعة الأرز إلى التكنولوجيا الحديثة قد أدى إلى انحسار عمل النساء في المزارع. وقد أدى هذا إلى التأثير في رفاهية تلك الفئات ووضعها. أمريكا اللاتينية والسعرات الأهم يكون الأرز محصول الغذاء الرئيس في دول أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي، وقد زاد استهلاك الأرز السنوي لكل فرد من 9 كيلو جرامات عام 1924-1928 إلى 30 كيلو جراما في 1993-1995م. ويتركز استهلاك الأرز في بلدان المنطقة الاستوائية من الإقليم والتي يقدر عدد سكانها بـ 320 مليون نسمة. ومن هؤلاء هناك حوالي 40? يعيشون تحت خط الفقر الذي حددته منظمة الزراعة والأغذية (FAO). ويستهلك سكان المناطق الاستوائية من أمريكا اللاتينية في المتوسط حوالي 37 كيلو جراما من الأرز المصقول كل عام ويعادل هذا حوالي 1.3 كوب من الأرز المطبوخ يوميا. وإذا استثنينا السكر يكون الأرز هو مصدرهم الرئيس الوحيد للسعرات الحرارية اليومية، ويمدهم الأرز بحوالي 11.5? من السعرات اليومية. وفي بلدان مثل البرازيل وكولومبيا وبنما وغيانا وجمهورية الدومينيكان يعطي الأرز 25? سعرات حرارية أكثر من أي محصول آخر. والأرز أيضا هو مصدر رئيس للبروتين للـ 20? الأكثر فقرا من سكان المناطق الحارة، ويمد كل فرد أكثر مما تعطيه الفاصوليا أو اللحم أو الحليب من البروتين. ويزداد الفقر في دول أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي بدرجة كبيرة. فهناك تقريبا ثلث المواطنين (31?) من أصل 472 مليون نسمة فقراء، وهناك حوالي الخمس (21?) هم أكثر فقرا، ومعظم هؤلاء يعيشون في المدن وحولها. وهؤلاء ينفقون حوالي 15? من دخولهم على الأرز الأبيض- المصدر الرخيص للطاقة والكاربوهيدرات والبروتين-، وتتأثر حياة هؤلاء بكمية الأرز ونوعيته وتأمين إمداده وسعره. ونتيجة لضغط الديون الباهظة والموازنات المنخفضة ومعدلات التضخم العالية خلال السبعينيات والثمانينيات فقد اضطرت معظم بلدان الإقليم إلى تطوير سياسات الاكتفاء الذاتي من إنتاج الأرز للمحافظة على أسعار منخفضة وثابتة للمستهلكين من فقراء المدن. واليوم يعتبر الأرز تقليديا، فهو المحصول الرائد في زيادة الرقعة الزراعية واستعمارها في دول أمريكا اللاتينية الاستوائية ودول الكاريبي. ولإنتاجية الأرز أيضا واحد من أعظم الآثار المضاعفة (78?) في الاقتصاد الزراعي وذلك بسبب السلع والخدمات المطلوبة لإنتاجه. ومنذ الثورة الخضراء في السبعينيات فقد زادت إنتاجية الأرز بحوالي 2.8? سنويا نتيجة لزيادة الأراضي المنخفضة والمرتفعة جميعا، وزيادة استخدام الآلات وتحسين نظام الري، واستخدام الأسمدة والكيماويات الزراعية الأخرى. وقد أدت هذه الزيادة في الإنتاج إلى توفير فرص جديدة لإعادة تنشيط الاقتصاديات الريفية المحلية. وفضلا عن ذلك فهناك حوالي 4 ملايين طن منتجات ثانوية للأرز يستفاد منها في صناعة الأغذية والأعلاف كل سنة. ومن شجون وآلام زراعة الأرز في أمريكا اللاتينية نجد أن حوالي مليون مزارع يعتمدون على الأرز كمصدر رئيس للطاقة وكمصدر رئيس للعمالة والدخل. ومن بين هؤلاء هناك 0.8 مليون قليلو الموارد ومحدودو الدخل يزرعون أقل من 3 هكتارات، ويحصدون الأرز يدويا، وينتجون فقط 6? من مجموع الأرز المنتج في أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي. وينتج الـ 0.2 مليون الباقون 94? من الأرز ولهم مساحة أكبر (15إلى50 هكتارا في المتوسط) ويستخدمون المكننة الزراعية والري الصناعي. يجدر التنويه إلى أن حصة البرازيل وحدها حوالي 65? من جميع الأراضي المزروعة أرزا في أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي. آمال ومطالب من العرض السابق نجد أن هناك طلبا حقيقيا ومتزايدا للأرز كمصدر غذائي أساسي ودعم الأمن الغذائي لذوي الدخل المحدود في الدول الفقيرة، لذا فإن بعض الاقتصاديين يطالبون بزيادة إنتاجية الأرز بنسبة 70? أخرى خلال العقود الثلاثة القادمة. ويعني هذا زيادة الإنتاج من الأرز من المستوى الحالي البالغ 3.7 طن للهكتار إلى 6.3طنهكتار بحلول عام0 202 إذا استطاعت هذه الدول الحفاظ على مناطق زراعة الأرز على المستوى الحالي (وهذا افتراض متفائل جدا). ومع التكنولوجيا الحالية وتكنولوجيا خط الأنابيب هناك إمكانية كبيرة غير مستثمرة في حاجة إلى معالجة حكيمة وترشيد قد يزيد من إنتاجية الأرز بمقدار هائل. أما بالنسبة للمناطق المروية فمن الصعوبة رفع الإنتاج من الأرز من المستوى الحالي البالغ5 إلى 6طنهكتار. هذا بجانب أن هناك 20? من إنتاج الأرز تفقد سنويا بسبب الآفات الحيوية وغير الحيوية. ولكن إمكانية زيادة الإنتاجية في المناطق المطرية تظل عالية.