في القمر.. ماذا قالت العرب؟!

لعل القمر هو من أكثر الأشياء التي حملتها العرب أكثر مما تحتمل، فقد رمزت به للجمال وللوجه الحسن، ومما يروى أن أعرابيا أضل الطريق فمات جزعا، وأيقن بالهلاك، فلما طلع القمر اهتدى، ووجد الطريق، فرفع إليه رأسه يشكره، فقال له: والله ما أدري ما أقول لك، ولا ما أقول فيك: أقول: رفعك الله، فالله قد رفعك، أم أقول: نورك الله، فالله قد نورك، أم أقول: حسنك الله، فالله قد حسنك، ولكن ما بقي إلا الدعاء أن ينسئ الله في أجلك، وأن يجعلني من السوء فداءك. وضلت ناقة لإعرابي في ليلة مظلمة، فأكثر في طلبها، فلم يجدها، فلما طلع القمر وانبسط نوره وجدها إلى جانبه ببعض الأودية، وقد كان اجتاز بموضعها مرارا فلم يرها لشدة الظلام، فرفع رأسه إلى القمر، وقال: ماذا أقول وقولي فيك ذو خطر وقد كفيتني التفصيل والجملا إن قلت لا زلت مرفوعا فأنت كذا أو قلت زانك ربي فهو قد فعلا ولكن هناك قلة من العرب خرجوا على قاعدة المديح وذموا القمر، حيث قال فيه بعض المجان: والله إنك لتفتت الكتان، وتغير الألوان، وتصفر الأسنان وتخثر الأبدان، وتسدد الآذان، وتفضح السكران، وتظهر الكتمان وتقلق الصبيان وتبيض الأرجوان، وتلحس الزعفران، وتهزل الحيتان، وتمحق الأدمغة بالنقصان. وقال ابن المعتز يذمه: يا سارق الأنوار من شمس الضحى يا مثكلي طيب الكرى ومنغصي أما ضياء الشمس فيك فناقص وأرى حرارة نارها لم تنقص لم يظهر التشبيه فيك بطائل مستلخ لونا كلون الأبرص