حكايتي مع هرة

ياسادة طالما انقاد الخيل لهم ففي نواديهم الإبداع يزدهر إن كنت في كل ما أحكيه مبتكرا فليس في حكي هذا اليوم مبتكر فلتنصتوا للذي جرى لصاحبكم مع هرة نزلت بساحها الغير شعر: عبدالرحمن عبد الوافي المغرب الحكاية آه على هرة شقراء عالقة بفرع باسقة من حولها حفر أقبح بها دوحة عجفاء ليس لها كالدوح ظل مع الأظلال ينتشر ماتت فلاحت بلا قلب تحس به آلام عالقة بالفرع تحتضر يقال منذ ثلاث وهي ضائعة ذاك الظما هدها والجوع والسهر تباعدت عن أديم الأرض فانصرفت عن قفزها الفذ كيما يسلم العمر ترنو إلي طويلا وهي عاجزة فليس غير الأسى يشيعه النظر خرساء باكية سكرى مفاصلها ياللجميلة قد طافت بها النذر ساءلتها: حلوة العينين كيف جرى حتى أصابك في التسلق الكدر هل كنت طالبة جرذا يهون به هول يخبئه في طيه القدر رجوت صيدا ولكن ماظفرت به وكان للدوح من إهابك الظفر! أم رام وصلك هر عاهر أشر من عهره قد شكت لربها الهرر فقلت: ما لي سوى دوح ألوذ به ولينتحر من هواه العاهر الأشر مازلتما تركضان فوق باسقة حتى هوى هر عهر وهو مندحر فلحت من ركنك العلوي شاهدة أن الفضيلة مثل النور تنتشر أختاه، أشعلت حزنا كان منطفئا فذي مجامره في القلب تستعر وها أنا سائلا على قلق أتنعمين ويحلو اللغو والسمر وذي أسيرة فرع باسق نكد يكاد من همها يشقق الحجر أما أتاك حديث كله عبر عن مرسل مصطفى آياته غرر؟ في هرة دخلت جهنم امرأة فلتحذري، واللبيب دائما حذر أجابت النفس في صدق وفي ثقة بلى! وها أنا للإنقاذ أبتدر وكان ما كان من جهد وتضحية حتى تكشف عن هريرتي الخطر في رقة نظرت إلي قائلة شكرا ! فأسكرني مواؤها العطر وهرت الذيل في زهو به تعب ورحت أرقبها حتى اختفى الأثر يافرحتا! هرتي في الأرض ضاربة ياخاطري فاهنأ، ولتهنأ الهرر كأس اصطبار جرعنا من مرارته وهل ينال إلا الألى اصطبروا؟ نشر في مجلة (الأدب الإسلامي ) عدد (29)بتاريخ (1422هـ)