الشاي هو اسم لنبتة آسيوية كاميلا سنينس وباللغة اللاتينية تعني المرأة الفاتنة، وتذكر الأساطير الصينية أن الإمبراطور الصيني شين نونق وليس نوق من نياق قد اكتشف الشاي عندما كان يسخن الماء بجانب شجرة شاي صغيرة فتطايرت بعض أوراقها وسقطت في الماء المغلي بالقدح وعندها تحول الماء المغلي إلى سائل ذهبي اللون واستحسن طعمه. وفي المقابل فإن للشعوب الهندية أسطورة خرافية أخرى حول أصل الشاي لا تستحق الكتابة عنها لسخف فيها، وبصرف النظر عما يقال من أساطير وبدايات عن الشاي فالمعروف أن هذه النبتة ذكرت في أمهات كتب التاريخ منذ أكثر من 4000 سنة، ودائما ما كان ينسب لها جلب الصحة للإنسان. أنواع وألوان! يحدد نوع الشاي بناء على الطريقة التي استعملت لتجهيزه، وعموما هناك ثلاثة أنواع رئيسة من الشاي هي الأخضر والتنين والأسود. وتنحصر الفروقات في فترة تخمير الشاي، فالأخضر لا يتعرض لمرحلة التخمير مطلقا بينما الأسود يتعرض لمرحلة تخمير كاملة ويقع نوع التنين بينهما. ويوجد كذلك أكثر من 3000 فصيلة من فصائل الشاي معروفة ومحددة من قبل خبراء الشاي، وأي من هذه الفصائل يمكن أن يجهز ليكون شايا أخضر أو أسود أو تنينا، فإن للموقع الجغرافي لزراعة كل فصيلة تأثيرا مباشرا في طعم الشاي ونكهته. يحافظ على صحة للفم فقد أظهرت الأبحاث اليابانية أن الشاي الأخضر يحافظ على صحة الفم عن طريق الحد من نمو الجراثيم المسببة لتسوس الأسنان والحماية من انتشار رائحة الفم الكريهة. وقد وجد أن المادة الفعالة الموجودة في الشاي هي مادة الفلور وهي موجودة بكمية كبيرة، حيث إن جزءا واحدا من المليون من الفلور الذائب في الماء له تأثير فعال في الحماية من تسوس الأسنان. وبقياس كمية الفلور في الشاي الأخضر وجد أنها تساوي هذه الكمية أعلاه. هذه النتائج فسرت اللغز الذي حير العلماء عن كيفية حماية المجتمعات الشرقية من تسوس الأسنان رغم عدم انتشار الوعي الصحي للمحافظة على الأسنان بصورة ممتازة ، وكان الجواب الأكثر احتمالا بسبب استمرار هذه المجتمعات في شرب الشاي بصورة يومية. الأخضر هو الأفضل! وهذه النتائج دعت إلى قيام دراسات لمعرفة تأثير الشاي على صحة الإنسان، ودراسات أخرى عن تأثير الشاي الأخضر على البكتيريا. وتبين من الدراسات المعملية أن لدى الشاي الأخضر القدرة على كبح جماح نمو أربعة أنواع من بكتيريا البسيلس، بالإضافة إلى منع نمو السالمونيلا والمكورات العنقودية الذهبية وبيتاهيموليتيكس ستربتو كوكس، وخمسة أنواع أخرى من بكتيريا الباسيلس. وتمثل هذه البكتيريا مجموعة من أهم الجراثيم المسببة للتسمم الغذائي، وبالتالي فإن شرب الشاي الأخضر يساعد على التقليل من الإصابة بالتسمم الغذائي،ولم تحدد بالضبط والربط المادة الفعالة وراء هذا الفضل للشاي! وقد وجد أن أفضل أنواع الشاي في هذه التأثيرات هو الشاي الأخضر المزروع في الحقول التي تعتمد في الري على مياه الأمطار. وقد صدرت بعض الأبحاث التي تدل على أن للشاي الأخضر تأثيرا للتقليل من مستوى سكر الدم، حيث أوضح الدكتور شيميزو أن عديد السكريات وهي جزء من مكونات الشاي الأخضر كان لها تأثير فعال في تخفيض سكر الدم لدى فئران مصابات بمرض السكر المزمن، ومثل هذه الدراسات عملت من قبل علماء آخرين وأدت إلى النتيجة نفسها. وقاية من السرطان تم في الآونة الأخيرة نشر الكثير من التقارير التي تتناول فوائد هذا المشروب الأخضر في الوقاية من بعض أمراض السرطان في مختلف وسائل الإعلام كمحطة سي إن إن وجريدة يو إس أي تودي، ونيويورك تايمز، ومجلة معهد السرطان الوطني في أمريكا. اليابان.. دخان بلا سرطان! والظاهرة التي حيرت العلماء وكانت السبب المباشر في تركيز البحوث العلمية هي كون الشعب الياباني من أكثر الشعوب تدخينا بين الشعوب المتقدمة، ورغم ذلك فإن نسبة سرطان الرئة في اليابان هي الأقل بين تلك الدول. وقد أظهرت نتائج هذه الأبحاث بشكل واضح أن الشاي الأخضر كان بطل تلك الجولات، وكثرة استهلاك اليابانيين له هو العامل المساعد. بل إن هناك حكمة مأثورة لدى الشعب الياباني تقول من الأفضل لك أن تشرب شايا أخضر بدلا من أخذ الدواء ولقد اتضح مؤخرا أن المادة الفعالة الموجودة بالشاي وتسمى عديد الفينولات Polyphenols أظهرت مهارات عجيبة في السيطرة على المواد الحرة المسببة للسرطان داخل جسم الإنسان. وقد أثبتت التجارب أن الشاي قد أدى إلى خفض نسبة انتشار الخلايا المتسرطنة بنسبة 50?، وبالتالي تبين من أبحاث أخرى متتالية أن للشاي الأخضر دورين مهمين في الحد من ظهور مرض السرطان، وكذلك إضعاف نمو الخلايا المتسرطنة. هل هناك أخطار منه؟ قد لا تستغرب بأن الدراسات التي تحذر من شرب الشاي قليلة جدا وهي لحالات خاصة مثل الدراسات التي تحذر منه مع الطعام لاحتمال منعه لامتصاص الحديد. أما دوره المنبه والتحذير منه فهو محدود لفئة معينة، إذ تؤكد الدراسات أن هناك أناسا يمكنهم شرب الشاي قبل ساعة من موعد نومهم دون أن يؤثر ذلك في استغراقهم في نومة هادئة جميلة. فالتحذير يخص من عندهم مشكلة الأرق، حيث ينصح بعدم تناول الشاي حتى لا يزيد الطين بلة، وكذلك توصي دراسة أخرى من لديه ارتفاع حاد في ضغط الدم من عدم الإفراط في تناول الشاي لما له تأثير في تهييج الجهاز العصبي. كما أن الإسراف في تناول الشاي يفاقم آلام القرحة سلمنا الله وإياكم منها. كما لا ينصح بشربه بصورة دائمة والبطن خال من الطعام. الشاي والقهوة! كلاهما من المشروبات المنبهة وبذلك تساعد على بقاء الإنسان متيقظا. إلا أن نسبة الكافين المادة الفعالة للتنبيه في الشاي أقل منها في القهوة. وتحدد هذه النسبة عادة بكمية القهوة المضافة إلى كوب من الماء مقارنة بفترة بقاء أوراق الشاي في الماء الساخن. والصورة العامة أن كوبا من القهوة يحتوي على 66 مليجراما من الكافين، بينما في كوب الشاي 20 مليجراما، وفي عبوة المياه الغازية كولا 26 مليجراما من الكافين. وقد ظهرت دراسة في عام 1996م تبين أن للقهوة أثرا في رفع مستوى الكولسترول في الدم، بينما يساعد استهلاك الشاي الأخضر على تخفيض الكولسترول. وهذه الدراسة أوضحت كذلك أن للقهوة أثرا في ارتفاع ضغط الدم سبب رئيس لأزمات القلب بينما لم يكن للشاي الأخضر سبب في ذلك الارتفاع. وأظهرت دراسة أخرى عملت على أكثر من 9000 سيدة يابانية أعمارهن أكبر من 40 سنة وكن يشربن خمسة أكواب شاي أخضر يوميا أن نسبة إصابتهن بالذبحة الصدرية منخفضة، وضغط الدم لديهن كذلك منخفض. ولم تحدد الدراسة ما إذا كان شرب الشاي هو سبب الأساس في خفض ضغط الدم وبالتالي تقليل الأزمات القلبية، أم أن السبب يعود إلى طبيعة الحياة الصحية التي تعيشها هؤلاء السيدات ذوات القوام الرقيق والشعر الرشيق. ولا تزال هذه المعلومة قيد البحث من قبل العلماء. أوجه الشبه بين الأخوين! وفيما يخص أوجه التشابه بينهما فإن للشاي والقهوة فوائد أخرى منها زيادة نبضات القلب وإرخاء العضلات وبخاصة عضلات الجهاز الهضمي وإدرار البول وحث إفرازات المعدة وزيادة قوة أداء العضلات، وكذلك قدرة الإنسان على أداء مجهود معين، فقد وجد أن لشرب الشاي أو القهوة تأثيرا إيجابيا على أداء العاملين مقارنة بأداء هؤلاء العاملين دون إعطائهم جرعات من الشاي أو القهوة. وصفة رومانسية خاصة! بقي أن نذكر أن أفضل الطرائق لعمل الشاي هي الطريقة التي يتغزل بها الصينيون ويفردون له غرفة خاصة في منازلهم تسمى غرفة الشاي، حيث يسخن الماء حتى الغليان ثم ينقل إلى إبريق من السيراميك، ولأفضل النتائج يوضع ورق الشاي عندما تكون درجة حرارة الماء عند 80 درجة مئوية، ثم يغطى ويترك لمدة 3 دقائق قبل التقديم. والاستمتاع بالشاي لا يتوقف على شرب فنجان منه بل يمكن كذلك رفع الغطاء والاستمتاع برائحته التي تزكي الأنوف، بالإضافة إلى إمعان النظر إلى لونه الذهبي وإشباع العين من سباحة أوراق الشاي بعد تقليبه بالملعقة.