دمعة الحب..

رأيته كما في الخيال.. يركب حصانه الأبيض.. يقبل نحوي رافعا رأسه.. وقف قربي.. ترجل عن فرسه.. وقال.. أحبك.. أحبك يا جنة عمري.. يا بسمة أملي.. يا وردة حياتي.. فما قولك.. قالها في لحظة كنت أشعر فيها بالدهشة وأنا أنظر إليه.. يمسك لجام فرسه الجميل ويقترب مني أكثر.. قلت.. أخاف هذه الكلمات.. أخاف هذه المشاعر.. هذا العذاب - لماذا وأنا أحبك؟ - أخاف السهر في ليال طوال أفكر بك عندما تكون بعيدا.. أخاف الكلمات .. العذبة الرقيقة.. الجميلة التي تقول.. ربما كلمات وكلمات فقط.. أجلسني على حصانه وصعد.. أخذ اللجام بمهارة لا توصف وانطلقنا في طريق جميل.. لم أرله مثيلا من قبل.. وقال -كلمات فقط؟ ألا تسمعين دقات قلبي كيف ترقص حين تكونين قربي.. ألا ترين بريق عيوني عندما يروك.. لساني الذي يتكلم دون أن أشعر به.. كل هذا .. وتقولين.. كلام فقط؟ حبك في حياتي الحياة وفي نومي.. الأحلام. وفي يقظتي العيون وفي جسدي .. الروح وهل هناك أهم من الروح في الجسد يا عمري.. -أسمعك أصدق كل كلمة تقول.. أرى عينيك أفهم أحاسيسك.. أسمع دقات قلبك لأعرف مدى حبك.. لكن..؟ أخاف غدر الأيام.. أخاف ليل الخطايا أخاف أن تهجرني بعد أن تصبح حياتي التي أحيا من أجلها.. قمري الذي أسهر له.. عيوني التي أحرص عليها.. عندها سأهدر الدمع الكثير وأسهر الليل الطويل لأفكر بكل كلمة كانت تقال.. بكل نظرة.. وأتعذب وحدي.. لا أريد أن أسمع منك مثل هذا الكلام.. أنت في حياتي العيون .. أريد أن أكون في حياتك الدموع.. فالدمعة يا بسمتي .. حياة العاشق.. فرحة لموجوع.. علامة الوفاء .. أنين المعذب .. هي بنت العين.. العين التي تغمر دمعتها بكل حنان ورفق.. تفعل المستحيل كي لا تهدرها.. وإن سقطت لا محالة تسيل لتروي قلبا عطشا.. وتطفئ نارا ملتهبة.. هل رأيت يا حبيبتي .. إن الدموع أغلى ما في الحب.. والحب من غير عذاب كالوردة بغير رائحة.. قال هذه الكلمات.. وأعطاني وردة حمراء قانية .. ورحل.. استيقظت.. نهضت من فراشي.. لأرى على حافة نافذتي أجمل وردة في الوجود.. تملك أجمل رائحة عطرة.. كالوردة التي أعطاني إياها فارسي.. سقيتها بدمعتي الملتهبة وأنا أبتسم.