الصمت في غرفتي

تتزاحم الذكريات في خيالي بشكل عشوائي مبعثر.. وتتراكم على عتبات قلبي جروح قديمة وصور، تنقل عقارب الساعة اللعينة يطرق رأسي ، انظر حولي بدهشة.. ولكأنني أرى الأشياء لأول مرة .. أشعر برغبة في الإقياء فأمنع نفسي عن ذلك بعناء، أزيل بصري عن كل شيء لكن صور الذكريات القديمة تعاود مخيلتي وتبحر في كياني دون تمهل. رؤية جديدة ينسدل ستار الذكريات وتعدو لحظات الحب هاربة خائفة .. أن أشارك في دفن المشاعر .. قلبي تعودت جدرانه على الانهيارات وفمي اعتاد أن يتلفظ الآهات. تأملات معلقة صور أشلاء ذكريات مبعثرة.. في أرجاء الغرفة على الجدار منتشرة .. قرب نافذتي فوق طاولتي وحتى في حقيبتي صورة لي بالفحم مرسومة وعلى الجدار معلقة كأنها ترنو إلي.. أحدق بها بغضب.. أديري بصرك عني، تقول: أو مزقيني .. لست أنا.. تتأوه طاولتي متألمة، إنك تثقلين كاهلي بأوراقك وأقلامك ابتعدي عني .. يا لحماقتها.. وتلك الأفكار المتزاحمة تتأفف ثائرة إنك تخيطني ثوبا أكبر حجما من أن يتسع لمشاعر أحد. مسألة إحباط أتلمس أورامي إنها تدريجيا تنتهي ربما ستبقي أثرا مشوها مع الأيام يختفي. الحياة تجر أذيال الهزيمة وأنا أقبع فوق الكرسي أمزق أوراقي القديمة لم اعد أشعر بالأشياء حولي افتقدت حس الذوق بكل شيء .. بت أكره عطري.. وحتى كحلة عيني لأنها كانت تعينك، كل ما قد أحببته بي فأنت الآن تتسرب مثل الخريف من أيامي تجر وراءك ألوانك القاتمة من حياتي، أما أنا فأنتظر قطرات المطر . التي غفت طويلا بين أحضان السماء والغيم والقمر أنتظرها تطهر قلبي تزيل آثار ذكرى معلقة بي. هجرة المجهول هجرت بيت السعادة، حزمت حقائب الذكريات وتلوت ترانيم الرحيل، ودعت موانئ الحب وحضنت شواطئ الشروق .. وكتبت على صفحات الموج كلمة الوداع المرير دون تاريخ لموعد الرحيل، قفز الزمن مستاء محتجا إهمالي، وجهتي فيها مدن المجهول وسيكون اتحادي مع سيمفونية الحزن ومؤلفها الشهير وهناك رصيف الأماني دون أمل انتظر ماذا؟ اللا شيء ومن أجل كل شيء أم من أجل لا شيء. أتراني من أجل فسحة الأمل هذه أم المساحة الضيقة تلك سيطول انتظاري وتطول معه أيامي وأصبح عجوز اهرمة أثقلتها الذكرى والأحزان .. وحفر الألم أخاديده العميقة في تعرجات أعماقها والزمان.