وللنسيان لوحة

الوحدة تخنقني بأشباحها السوداء، غربة وعنكبوت الضجر يسجن نوافذي بخيوطه الهازئة. تذبل في قناديلي فراشات الهوى وأنا أجلس مع ذكرى ليالي الهناء التي كان خبزها رضاب الكلمات، وكانت تعمد يديها دموع الاشتياق، الآن أصبح كل هذا غصة تحرق جسدا منحته للنسيان والهذيان، وباتت صباحات مواويل فراق تجرح الندى بالصراخ، وصار ربيعي كهلا يلملم ورقاته الصفراء في سلة من أطياف أحلام، ولم يعد يحاورني في وحدتي سوى سدى الذكريات وهسيس نار تحرق دروبا ترتعش بانكسارات الانتظار وحبر يتفجر من أقلام الرجاء على صفحات قلب سجن في سراديب ظلام الأمنيات. وهكذا انتهيت وملاءات جسدي صارت كدروب شتاء تغتسل برماد الحنين والذكريات.