خواطر قصيرة جدا

1-رسالة أخبرها في رسالته الأخيرة أنه كلما فتح أحد كتبه وجدها جاثية بين الحروف ورأى وجهها مشرقا يزاحم الكلمات.. وبعد أن أنهى عامه الدراسي رمى كل كتبه السابقة وجاء بمجموعة جديدة لعام دراسي جديد.. 2-كلام.. ذكريات كان كثيرا ما يكلمها عما بعد الزواج .. وحين تزوجا اكتفت بتذكيره بما كان قبل الزواج.. 3-خريف في فترة حبهما سألته عن الليل وعن البحر .. فأجابها وهو يرتع في سهل عينيها بصوت خارج من أعماقه: الليل يا حبيبتي بداية رحلة جميلة مليئة بالأحلام السعيدة لقلبين يظللهما الحب وتحرسهما ملائكة الحرية والبحر.. البحر سماء وادعة تبسط جناحيها على الأفق لتسمو بنا أبعد من الخيال وأقدس من الحقيقة. وبعد أن تزوجا بعامين كررت عليه نفس السؤال فأجابها دون أن يلتفت إليها: الليل نهاية ليوم مليء بالكد.. رحلة مفعمة بالسواد وكوابيس الحياة. والبحر بقعة ملحية.. أو لعله قطرة من الدمع كبيرة تثور في الشتاء غاضبة على فسادنا وتسكن في الصيف ساخرة من ضعفنا. 4-زمن الحب سألته عن رأيه في بالحب قبل الزواج فأجاب: جدي الذي لم يتعرف إلى جدتي إلا قبل زفافهما بأيام، عاش معها ستين سنة من الحب. ووالدي افترقا بعد عشرة أعوام من الزواج سبقتها خمس سنوات من الحب، فنظرت إلى الأفق البعيد ثم لملمت أشياءها، وعادت بقلبها إلى زمن الحب وظل هو منتظرا حبيبته التي لن تعود.