أرامكو مرة أخرى
لا حديث يعلو اليوم أكثر من الحديث عن أرامكو، ولكن من الذي سيقول اليوم إن طرح أرامكو للاكتتاب بيوم محدد؟ أصبحنا نقرأ أخباراً من صحف أجنبية ووكالات أنباء، وهذا لا أستغربه باعتبار أرامكو اليوم هي الأكبر في العالم كشركة بترول وأكثر من شركة بترول في مجال أعمالها اليوم، وكل يوم نسمع ونقرأ خبراً، وكل يوم مئات الأسئلة عن أرامكو وهي على الأقل طبقاً لما يصلني من أسئلة، ولا أملك إجابات بالطبع خاصة عن؛ «متى الاكتتاب، وكم السعر، وكم سيطرح من أسهم» هذه لا أملك الإجابة عليها إلا من خلال مسؤولي الشركة، وأعتقد أن تخمينات الصحافة ووكالات الأنباء تُبنى على أساس الحراك الذي يتم بما يخص طرح أرامكو.
لكن من المهم حسماً لكل ذلك «برأيي» أن يعين اليوم متحدث رسمي لشركة أرامكو يتعامل مع وسائل الإعلام ويطفئ كل إشاعة أو سؤال يُطرح وينتهي كل هذا الجدل، رغم أنني أثق أنني لا أستمد المعلومة إلا من مسؤولي الشركة كما صرّح رئيس مجلس الإدارة أن الاكتتاب سيكون قريب جداً جداً، وهذا يعني أنها مسألة وقت لن تطول كثيراً، وأنها تختار الوقت المناسب سواء مع نتائج الربع الثالث ونشرها أو على أقصى حد بداية العام الميلادي الجديد 2020، بهذه الفترة أعتقد سيكون هي مجال طرحها واختيار الوقت المناسب، فالاحتمالات تقول إنه بعد نشر ربع الثالث لهذا العام ما لم يستجد جديد، وهذا كله متوقع، سواء كانت مبكرة أو متأخرة قليلاً، وهذا طبيعة الأسواق، ويجب أن نعامل شركة أرامكو كأي شركة مدرجة وإن كانت الأسهم المطروحة نسبتها قليلة ولكن قيمتها وكميتها عاليتان، وهنا يأتي دور هيئة سوق المال من حيث إدارة الطرح حين يُعلن رسمياً، وأنها لن تكون شركة حكومية عدا الملكية لها، ولكنها ستخضع لنظام الشركات وكل ما ينطبق على الشركات بالسوق سينطبق عليها، وهذا ما قد يكون لا يعرفه إلا القلة، بما أن كل متعامل مع السوق يعلم ما ينطبق وتخضع له الشركات بالسوق. وهذا يعزز أن تكون أرامكو جاهزة لكل ذلك وهي ستكون جاهزة خاصة أنها شركة دولية لها وزنها وقيمتها وستكون محط أنظار المستثمرين اليوم ومستقبلاً.
بقلم / راشد بن محمد الفوزان - الرياض