التعليم ليس مسؤولية المعلم فقط

حين نتحدث عن التعليم ببلادنا سنجد أننا نملك من مخرجات التعليم لدينا كفاءات جيدة وعالية ومميزة، ومن زاد بعلمه خارجيا أكمل تميزه، والجدل حول التعليم لدينا مازال قائما ومستمرا حول "كفاءة وكفاية" التعليم، فنحن لم نصل للهدف المتوقع من مخرجات التعليم في تقديري، وحين ننظر للتعليم العام "الابتدائي إلى الثانوي" خاصة، 

سنجد أن حالة شد وجذب في هذا الجانب كبيرة، سنجد المعلمين يشتكي جزء منهم أنه لم يأخذ حقوقه مرتبة وماليا، سنجد من يشتكي من أن تخصصه علوم يدرس جغرافيا، ورياضيات يدرس قواعد، سنجد من يتابع 30 و35 و40 طالبا في صف واحد، سنجد من يوجه لأخذ دورة خلال اليوم الدراسي ومن زميل له وليس لديه خبرات عالية متخصصة، سنجد مدرسة لم يصلها مدرس اللغة الإنجليزية أو الرياضيات وقد يمر شهر على الدراسة، 

سنجد أن هيبة المعلم أصبحت في أضعف حالاتها وأصبحت مشكلة ثقة بين المعلم والطالب والأسرة والإدارة المدرسية، سنجد من المعلمين من قد يتسيب بحضوره وانصرافه ويختلق الأعذار ولا محاسبة وهذا يأتي على حساب المنضبط والملتزم ومن يحرق نفسه للتعليم، سنجد العلاوة السنوية تتساوى مع الجميع بدون تمييز للمميز فالمؤكد أنهم ليسوا على نمط واحد، سنجد إجازات طويلة وهي ليست ذنب المعلم والمعلمة، سنجد مناهج مازالت تعتمد على "الحفظ والتلقين"، وسنجد من يتخرج من الجامعة ولديه خلل في اللغة العربية واللغة الإنجليزية، سنجد مدرسة عبارة عن فلة سكنية غير متكاملة، لا مكتبات في بعض المدارس أو أنشطة فعالة مستمرة من متخصصين، وهكذا مما يصعب حصره عن التعليم.

التعليم لا يقوم على المعلم والمعلمة فقط، ولا الوزارة، ولا إدارة التعليم، وكل تسلسل إداري، أو الأسرة والطالب، التعليم يقوم على تناغم منسجم بين كل الأطراف، ولا يمكن أن يكون بدونها جميعا وأن كان الأساس أضعه أمام وزارة التعليم أولا، فهي من يضع خطط وإستراتيجيات التعليم، ومن يختار المعلمين والمعلمات ويضع المناهج وعليها توفير البيئة المناسبة، 

وهنا يصبح التعليم بقيادة وإدارة الوزارة لا غيرها، وعليها خلق البيئة المنسجمة والمنتجة والمتسقة للخروج بمستوى تعليم عالي الكفاءة والجودة، بدءا بالمعلم والمعلمة والاختيار العالي الكفاءة وتطوير مستمر، ومناهج عالية المستوى، وبيئة مدرسية مميزة، ومحفزات وتشجيع وهيبة للتعليم والمعلم، بعدها يمكن أن يصلح كل شيء، فلا يجب أن يختزل مشكلة التعليم أنه معلم أو معلمة، فالوزارة هي من تختاره ومن يدرب ويؤهل ويراقب ويحاسب، الدور يقف عند الوزارة أولا فهي من تدير دفة ذلك لا غيرها.


بقلم: راشد بن محمد الفوزان - الرياض