لماذا لا تنخفض البطالة؟

نشرت هيئة الإحصاءات نشرتها الربع سنوية للربع الأول من 2017، وسنركز على البطالة ونسبتها ومعدلها، فقد كانت بنهاية عام 2016 بلغ معدل البطالة 12،3% في حين بلغت في نهاية الربع الأول من 2017 نسبة 12،7% أي بارتفاع بلغ 0،04%، فما سبب ارتفاع معدل البطالة رغم كل الجهود المبذولة من وزارة العمل والتحفيز والتشريعات والقوانين التي تتجه للتوطين؟ وحين نضعها بلغة رقمية طبقا للإحصاءات فهي تذكر الباحثين عن العمل من الذكور بلغ 219 ألفا والأناث 687،5 ألف بإجمالي 906 آلاف، وحين نفصل رقم 12،7% كمعدل للبطالة نجد أن نصيب الذكور منه 7،2% والأناث 33% وهذا يعطي المعدل الإجمالي المذكور. وهذا يبين لنا بصورة واضحة أن البطالة النسائية تشكل أكثر من ثلثي الباحثين عن العمل، وحين نقول بطالة عوضا عن باحثين نجد الأرقام تقول نصيب الذكور 359،7 ألفا والأناث 416،2 أنثى بإجمالي 775،9 ألفا. ويجب التفريق بين باحث عن العمل حيث أنه قد يكون يعمل ويبحث عن آخر، أما العاطل فهو بدون عمل كليا.

ما سر ارتفاع البطالة وعدم تراجعها، ووفق معدل البطالة لدينا البالغ 12،7% فهو يعتبر مرتفعا، وحين نفصل النسب بين ذكور وإناث نجدها لدى النساء أشد وأعمق من الذكور فنحن نتحدث عن نسبة 33%، وهي نسب تفوق نسب الأزمة المالية لبعض الدول في أوربا أو حتى أمريكا، ولا زلت اشدد وأقول إن حلول البطالة لدينا متاحة وليست عسيرة ولا صعبة سواء للذكور أو الاناث، وأولها خلق ثقافة العمل الحر سواء كبر أو صغر هذا العمل، وأيضا العمل بالقطاع الخاص الذي هو منبع توليد فرص العمل، والإعلام للأسف «نسبة كبيرة منه» يمارس سياسة عدم التحفيز على العمل بالقطاع الخاص أو العمل الحر، بل ممارسة التهبيط والإحباط، وهم لم يمارسوا أو يعرفوا سوق العمل الحر والخاص، وخلق فكرة أن تبدأ من أعلى برواتب عالية وشروط، رغم أن العمل لا شيء يبدأ من أعلى بل من أول السلم خطوة بخطوة، والفرص متاحة بسوقنا بلا حدود، فلماذا يصر الكثير على الوظيفة الحكومية المحدود الفرص سنويا، ونحن نشتكي من وجود الأجنبي في محل تجاري أو بعمل خاص بك؟ لماذا لا تكون أنت يا باحثا عن العمل مكانه، وأن تسهم القوانين والتشريعات بهذا العمل سواء ذكورا أو إناثا، وأن نضع قوانين مرنه مشجعة للشباب والشابات، وأن نعمل على سوق بالقطاع الخاص متاح للجميع والعمل بالقطاع الخاص موجود لمن يلتزم ومميز، لا أجد انعدام الفرص بقدر، خلق ذهنية العمل وتشجيعه ودعمه وتمويله وتحفيزه بدلا من ممارسي الإحباط وأنت سعودي هذا لا يناسبك وهذا يناسب أبدا أو لا.

بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض