ابدأ مشروعك «ببقالة»

اصبحت الشهادات مشكلة أستطيع القول إنها ستصبح عائقا لشريحة ليست بالصغيرة من مجتمعنا، فكثيرا ما أجد من يشتكي من البطالة «برأيه» مع أن قناعتي الشخصية أنه لا بطالة «للذكور فقط» لدينا في ظل توفر فرص العمل، ولكن الفارق أن الباحث عن العمل يرى أنه إن لم يكن موظفا حكوميا فهو عاطل أو غير آمن، هذه شريحة ونحن هنا لا نعمم، مع أن المعروف أن مصدر التوظيف الأساسي هو «القطاع الخاص» فالعمل موجود لاشك به، وإلا ما وجدنا هذا الكم الهائل من العمالة المقيمة لدينا، ولا يعني أنه ستكون وضيفتك متدنية أو تصنف أنها سيئة، فلم نصل لهذه المرحلة من نوعية الوظائف، وأيضا بالطرف الآخر هو العمل الحر، فكثير يسأل ماهو المشروع الذي أبدا به؟ 

أين الفرصة؟ وهي سهلة الاستدلال على أي حال، كمثال حتى أكون عمليا، انظر أين يعمل المقيم الأجنبي؟ ستجده يمارس تجارة وهذه مخالفة وهذا موضوع آخر، ستجده بسوق الخضار والذهب والملابس والعطور والاكسسوارات مواد البناء إلى آخره، والتستر موجود لاشك، وهم يمارسون عملا مخالفا، فلماذا لا يكون المواطن لدينا يمارس نفس العمل؟ 

أعرف الإجابة المباشرة ستأتي بأنها «ساعات العمل والمنافسة» فنحن لا نجاريهم، ولكن ستظل هناك فرصة يجب القتال عليها والعمل على أخذها وكسبها من أنيابهم، مثلا مشروع بسيط «بقالة»، ومن المهم نتجاوز مسألة «أنا سعودي أعمل ببقالة» وأنا جامعي أو شهادتي كذا، معايير العمل يجب أن لا تخضع لشهادة من يطلب الرزق، فكم من يعمل بمجال ليس له علاقة بشهادة وكم من تاجر وثري لا يحمل شهادة أو يحمل شهادة وتجارته شيء وتخصصه شيء آخر، إن اردت العمل وكسب العيش فالمثابرة والعمل والصبر هي السلاح أكثر حتى من «الذكاء» أو درجات عليا جامعية، فكم من دكتور جامعي أو طبيب لا يملك حتى منزل وستجد تاجرا حرا يمارس تجاره يملك ما شاء الله.

معايير العمل لا يجب أن تخضع لشهادة حين تتعلق بمصير وعمل وأكل عيش ومستقبل وحياة، فلا خيارات ستكون بالمستقبل، إلا لأصحاب المهن كطبيب أو مهندس مثلا ولن يستثنى هؤلاء فقد تجدهم بأعمال أخرى، يجب أن يفتح الشباب آفاق أعمالهم بلا تحفظ وكسب العيش، وأن يدعموا بتقنين ساعات العمل للقطاع الخاص وتحديده فظرف اليوم يصعب هذه المهمة عليهم، ويعتبر عائقا كبيرا لاشك، هذا كله ما يخص الذكور، ولكن الإناث فعملهن شيئا آخر ومقنن، ولكن لن تنعدم الحلول أيضا بعملهن ليس بشرط عمل حكومي، فيمكن قطاع خاص وايضا تجارة، ولي عودة له لاحقا.

بقلم: راشد بن محمد الفوزان - الرياض