إفلاس خلال أربع سنوات؟!

هل كان من الممكن أن تفلس المملكة خلال 4 سنوات؟؛ هذا ما ذكره الأستاذ محمد التويجري نائب وزير الاقتصاد وأنقل ما قاله في الحوار التلفزيوني لبرنامج الثامنة حيث ذكر "إنه لو استمر سعر البترول عند 40 إلى 45 دولاراً، ولم يتم اتخاذ إجراءات وقرارات اقتصادية وترشيد، وفي ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية السيئة، فإن إفلاس المملكة أمر حتمي خلال 3 إلى 4 سنوات،

وهو أمر محسوب، نظراً لتذبذب الدخل الوحيد وتناقص الاحتياطي وعدم القدرة على الاقتراض"، النقاش هنا ليس "تفلس أو لا تفلس" فقد تواجه الدول مصاعب كبيرة وقاسية جدا، وحدث ذلك لدول عديدة كالأرجنتين واليونان اليوم، ولكن المملكة في وضع مختلف برأيي، وهي تملك ثروات عديدة حان الوقت الأن للانطلاق بها، بعد أن لمسنا "ألم" انخفاض النفط الذي قارب 70% وهو الذي نعتمد عليه بتمويل الموازنة بما يقارب 90%،

فهذا الجرس للخطر هو أقوى جرس إنذار في العصر الحديث تم بوجهة نظري، فظرف اليوم غير السابق لتحديات النفط في العالم، أيضا التحديات التي تواجهها المملكة من الإرهاب وإيران ودورها في خلق قلاقل بالمنطقة وحرب التحالف جنوبا باليمن وغيرها، وضع المملكة في مرحلة ومفصل تاريخي مهم، يوجب اليوم العمل على مصادر الدخل الأخرى التي لن تضع المملكة بمأزق "الإفلاس" الذي لا أرى أنه ماثل أمامنا ولله الحمد،

فالمملكة تملك رجالها وشبابها وشاباتها يعملون وينتجون وهم قادرون ويحتاجون الدعم والمساندة والتأهيل العالي، وقد تكون الحاجة اليوم هي أنسب وقت لكي ينخرطون بالعمل الحر والتجاري أو الخاص بدلاً من انتظار وظيفة حكومية لن تأتي لسبب أن الحكومة لها حد ثابت في التوظيف وواجب عليها التوظيف لمن تحتاج فعلا حتى لا يكون توظيف لمجرد التوظيف ويصبح عبئا،


علينا استثمار الحج والعمرة، بالصناعة، استقطاب واجتذاب المستثمر الأجنبي وهو أساس مهم، تفعيل السياحة جنوبا والسياحة الدينية طول العام، استثمار موقع المملكة بموانئ بحرية ترانزيت وحرة، استثمار المطارات بمواقع وأسواق حرة، وتصبح حلقة وصل بين الغرب والشرق وموقع المملكة إستراتيجي بين أفريقيا وأروبا وشرق أسيا وهذا سيدر استثمارات ضخمة،

بناء الإنسان بكفاءة وجوة عالية وتعاليم عالٍ جداً، والتركيز على الصناعة لكل شيء، استثمار كل حبة حصى ورمل بهذه البلاد، أثق أنها بسواعد رجلها ودولتها ممكن أن تعمل الكثير ووضعت أمثلة لا حصراً لما يمكننا أن نفعله ونستثمره؛ المملكة لن تفلس بوجود الخطط البعيدة المدى ومواجهة التحدي واستثمار كل شيء، وهي التي ستصنع المملكة حقيقة لنا وللأجيال القادمة.


بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض