شبابنا فاضي

مع بداية الإجازة المدرسية والتي بدأت من بداية شهر يونيو الماضي، نلحظ أن عدد الطلاب والطالبات لدينا من الابتدائي وحتى الجامعي يقارب 6 ملايين طالب أو طالبة أو أكثر قليلاً، ويمكن تقسيم فئات أعمارهم وفق المراحل الدراسية، فالابتدائي غالباً من سن 7 - 12 سنة، والمتوسط من سن 12 - 15 سنة، والثانوي من سن 16 - 18 سنة، والجامعي من 19 - 22 سنة أو 23 سنة. كل مرحلة من هذه المراحل تختلف في حاجاتها ورغباتها، وأتحدث هنا عن "الوقت" في الإجازة كيف سوف يقضيه كل فئة من هذه الفئات العمرية للذكور والإناث، ماذا أعددنا لهم، وكلنا لدينا أطفال أو مراهقون أو شباب؟ السؤال هنا: كيف يقضي ابنك أو ابنتك فترة الصيف؟! وهي تمتد غالباً لمدة 90 يوماً تقريباً، وهي مدة طويلة لمن هم في هذه الأعمار خصوصاً حين يكون الشاب "فاضياً" ولا يعمل شيئاً يفيده أو يطوره أو ينميه. ماذا يفعل أبناؤنا في هذا الصيف لكل فئة من هذه الفئات؟ أولها النوم قد يقتطع على الأقل ثلث اليوم، وهنا سنقول الأمر طبيعي ماذا سيفعلون؟ التجمعات الشبابية لساعات طويلة، مقاهٍ، إجازة لمن يستطيع مع أسرته، كم يأخذ الهاتف النقال من حياتنا كل يوم؟ ساعة واحدة أم خمس أو ست ساعات؟ تحتاج دراسة ولكنها تلتهم وقتاً كبيراً، وأين يبحر بهذا الهاتف النقال لا نعلم، الدوران بالشوارع للشباب، فراغ كبير للغالبية وقليل جداً من تجده يستثمر، البنات لا تبتعد كثيراً بل قد يكون أسوأ، فهن أقل خيارات من الشباب فسيطرة السكون بالمنزل والتجمعات العائلية والمقاهي والجوال غالباً يلتهم كل الوقت، هل بقي شيء عن كيفية قضاء شبابنا وقتهم؟ لا شيء الواضح حياة يسيطر عليها "الفراغ" الهائل وهذه نعمة ونقمة، نعمة حين تستثمر بما يفيد وخطرة وأي خطر حين توجه سلباً.

الحل؟ هو السؤال المطروح لدينا، كيف نملأ حياة شبابنا من الجنسين؟ ولأهداف كثيرة أولها استثمار الوقت، فالوقت يذهب ولا يعود، وكل دقيقة محتسبة من حياتهم، استثمار الوقت، وأيضاً ملء وقت فراغهم حتى لا يأتي من يملأ حياتهم بالسوء أياً كان هذا السوء، يبدأ من عادات سيئة كالتدخين وينتهي بالإرهاب ولا أبالغ. نحتاج إلى عمل برامج كبيرة وعديدة لشبابنا ليشاركوا بها سواء بالأندية الرياضية وغيرها، المسرح، المسابقات، التعليم التدريب، العمل، الاحتفالات والتسويق، التطوع، الجمعيات، مئات البرامج يجب أن يعاد تنشيطها وعملها، وفي كل حي وليس بمركز واحد ومكان واحد، استثمار وقت الشباب مهم وهم طاقة هذا الوطن، فلا يجب أن يتركوا بهذا الفراغ ثم نلومهم لماذا يهدرون وقتهم، أسأل نفسك وضع نفسك محل الشاب 90 يوماً ماذا تعمل؟!

بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض