علم المضاربة والاستثمار

من يتتبع سوق الأسهم السعودية منذ ثلاثة عقود وحتى اليوم، يصعب عليه أن يعرف كيف تعلم وتدرب وفهم المتعاملون بالسوق السوق، فهو تاجر بالفطرة ويبحث عن الأمان والعوائد والسعر المناسب والاستمرارية، هذه ابسط القواعد التي يبحث عنها أي مستثمر تقليدي، ولا يريد أن يتنبأ أو يجازف او يخاطر في شركات جديدة أو معلومة لديه، ومن أبسط قواعد الاستثمار لاختيار الشركة هو معرفتها، بمعنى فهمها فهما عميقا خاصة بما يخص الجانب المالي. أعود لمن طرحت في البداية، كيف يتداول الجمهور "الأسهم" بمعنى أدق على أي أساس يتخذ قرارا بالبيع أو الشراء؟ هل من خبرة، من تحليل مالي، من تحليل فني، توصيات خبيرة من بيوت استثمارية مصرح لها؟ أو من تقليد الآخرين، أو البحث عن فرص تعظيم رؤوس الأموال بالتجربة والخطأ .اسئلة كثيرة لم أجد لها مبررا لمن يدخل السوق بدون سابق معرفة، فمن يقود سيارة لابد أن يحصل على رخصة قيادة، والطبيب، لا شيء يتم تعلمه بإتقان مالم يكن هناك تعليم وتدريب وتأهيل له، فالملاحظ كما يصل لي من رسائل لحساب بتويتر او سناب شات أو غيرها، أسئلة كثيرة، ماهو أفضل سهم استثماري، أفضل سهم مضاربة، هل هذه الشركة ستتوقف او ستوزع ارباحا، ماهو مكرر الربحية، القروض غير الديون، وغيره كثير من الأسئلة.

السؤال هنا كيف يمكن رفع مستوى الوعي للتداول بالسوق، خاصة الاستثماري والمضاربة أيضا، والجمهور غالبه يصر على أن يتداول بنفسه، ويصر على أنه قادر على ذلك، فلا اتجهوا للصناديق التي تعتبر ملاذا جيدا لمن يريد أن يستثمر أو الى شركات استثمار متخصصة، ويصرون على التداول مع ذلك شخصيا وهذا خلل برأيي مالم يكن هناك خبرة ومعرفة ودراية سابقة بالسوق وكيفية التعامل معها، الحلول هنا برأيي تتم من خلال استمرار التوعية بصورة أكبر واشمل وأوسع، وأن يتغير اسلوبها من المطويات أو النشرات إلى أسلوب المحاضرات المرئية، والدورات والتدريب والتعليم خاصة كالمضاربات، فقواعد الاستثمار قد تكون حاضرة وموجودة، فماذا عن المضاربة، وأن يكون وفق مستويات متعددة من الأقل فالأعلى، وهذا ما يضع الجميع امام خيار حقيقي برفع مستوى التوعية، فلا يكفي التوعية بمخاطر الاحتيال المصرفي، وننسى ما يحدث بالسوق وهو ما يلزم هيئة السوق ووزارة التجارة أيضا والبنوك والغرف التجارية، أن تعمل بهذا الاتجاه، فمضارب أو مستثمر عالم ولا جاهل قد يأتي بكوارث.

بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض