ماذا عن الإنترنت ياهيئة الاتصالات؟!

"قرر مجلس إدارة هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات إجراء تخفيض على أسعار خدمات المكالمات الصوتية الانتهائية المحلية بالجملة على شبكات الاتصالات المتنقلة، بحيث يكون سقف الأسعار هو 10 هللة بدلاً من 15 هللة "وايضا"كما قرر إجراء تخفيض على أسعار خدمات المكالمات الصوتية الانتهائية المحلية بالجملة على شبكات الاتصالات الثابتة بحيث يكون سقف الأسعار هو 4.50 هللات بدلاً من 7 هللات ". هذه قرارات صدرت من مجلس هيئة الاتصالات قبل ايام معدودة، وهذا يعتبر جيدا للمستهلك وتخفيف عبء على المستهلك النهائي وحتى للقطاعات الحكومية والقطاع الخاص، رغم انحسار أهمية المكالمات الصوتية، ويمكن قياس ذلك لأي واحد من مستخدمي الهاتف الجوال كم مرة يستخدم الهاتف الثابت في منزله ما لم يضطر ان يحتاجه بعمله ؟! السؤال الآن لهيئة الاتصالات ماذا عن " النطاق العريض "وخدمة" الإنترنت" التي لم يذكر لها إشارة في قرار هيئة الاتصالات. نحن في وقت وزمن اصبحت خدمة الانترنت هي الأساس الذي تقوم عليه الاقتصاديات، ولن ننظر الان عمل البنوك لدينا، والشركات، والوزارات مثال وزارة الداخلية وخدمات أبشر والجوازات وغيرها، فما هو العمل الآن الذي لا يعتمد ولا يقوم على خدمات الانترنت، وليس أي انترنت، بل المطلوب هو سرعات أعلى واصبحنا نسمع بسرعات جديدة وتجاوزت مرحلة نطاق المتداول اليوم.

على هيئة الاتصالات العمل من خلال شركات الاتصالات بالمملكة للتحول إلى الألياف البصرية، وتقديم سرعات عالية الكفاءة وبجودة عالية، والمهم أيضا الانتشار بالمدن خارج المدن الرئيسية، والقرى وحتى الهجر، انتشار خدمات الانترنت العالية الجودة من سرعة وعدم انقطاع وأسعار مناسبة، سينقل المملكة إلى عالم رقمي مهم في التعليم والاقتصاد والخدمات الحكومية والبنكية، هذا هو التحدي المهم الذي يجب ان تعمل عليه هيئة الاتصالات، أما المكالمات الصوتية لن اقول غير مهمة او انتهت، لكنها لا تشكل الأساس المهم ولنا أن نسأل شركات الاتصالات كم تراجع "إيرادات" الاتصالات الصوتية؟ وكم هو النمو؟ مقارنة بخدمات الإنترنت التي اصبح لدنيا الأن الأعلى استخدما فهي تقارب 21،6 مليونا بالمملكة اي ما يقارب ثلثي السكان بالمملكة، وهذه ارقام معلنة ومعروفة وتزيد النسبة، ورفع مستوى خدمة وجودة وكفاءة الانترنت، سيزيد أيضا من قدرات شركات الاتصالات ماليا وحتى الهيئة، والجمهور يبحث عن خدمات وسرعات عالية وبكفاءة وجودة، وهذا هو التحدي الحقيقي المطلوب وليس التركيز على ما سيصبح مجانيا ومن الماضي قريبا، وشركات الاتصالات اليوم تقدم عروضا مجانية للصوتي لشبكتها او نحو ذلك، فما الجديد هنا ؟ على هيئة الاتصالات ملامسة التحدي الحقيقي تحدي المستقبل "العالم الرقمي" وهذا لن يكون ما لم تكن خدمات انترنت عالية الجودة والكفاءة والسرعة والانتشار، يجب على الهيئة الا تخرج من التحدي الحقيقي ومواجهة "مرحلة التحول" في اقتصادنا والتحديات المستقبلية، وحتى لا تصبح الهيئة بعيدة عن الحاجة الحقيقية للسوق في عالم يتغير ويتطور وهو الإنترنت، على هيئة الاتصالات توفير ذلك ودعم شركات الاتصالات للوصول دفعة اقتصادية مستقبلية متوقعة من خلال مواكبة خدمات انترنت متواكبة وتجاري ذلك.

بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض