من جديد.. السعودة وساعات العمل

 ليس لدي شك أننا بحاجة لصياغة خاصة لسوق العمل لدينا، خاصة المرأة وبطالتها التي تتجاوز 30% وبمتوسط بطالة يقارب 11% كما أعلنها وزير العمل تحت قبة مجلس الشورى، ولأن سوق العمل لدينا له صياغة ومنهجية خاصة، باعتبار ما يطبق في الدول العالم لا يمكن أن يطبق هنا أو يمكن المقارنة معه، فالمرأة لدينا لا تستطيع أن تقوم بكل المهام مالم يكن هنا مساعدة لها خاصة "النقل" فإما سائق أو وسيلة نقل هذا هو المتاح اليوم وهو مكلف جدا لها، ولا يمكنها العمل بأي عمل كما هو معمول به أيضا بكثير من دول العالم مثال العمل بالشركات أو المؤسسات أو المحلات التجارية باستقلالية تامة هذا غير متاح لدينا، إذن نحن بحاجة لصيغة خاصة تتعامل مع وضع اليوم، والحلول واضحة برأيي حتى يمكن حل مشكلة البطالة أو السعودة التي لن تنجح بمجرد "قرار" فأحد الكتاب أو البعض يرى أن "فرض" العمل الإجباري على وظيفة "بائع" أن يكون سعوديا أو سائق أجرة سعودي ويكون تطبيق مباشر وإجباري، ولو سلمنا برأي الكاتب، فلدينا بطالة الشباب الذي هم من يعمل بهذا العمل وليس المرأة بوضعنا عدد العطالين لا يتجاوز 500 ألف، ولكن وظيفة بائع وسائق أجرة كم عددهم الذي يحتاجهم سوق العمل؟ المؤكد أنه سيفوق 500 ألف وهو حجم البطالة لدينا فمن أين سيتم تغطية الفجوة والنقص، إلا أن يكون إغلاق مؤسسات وشركات ضمن الحل كما يقترح الكاتب وهذا غير منطقي، والأهم هنا حين نرى توظيف المواطن أو المواطنة براتب أعلى وهو مطلب مستحق لا غبار عليه للجميع، ولكن حين ترفع الرواتب سيأتي ضمن تكلفة المبيعات والرواتب هذا يعني على حساب هامش الربح، إذن سيكون المصير رفع الأسعار، فلا يمكن أن حدث بمكان "اقتصاديا" رفع للرواتب بدون رفع للأسعار لأنها مرتبطة بربحية الشركات، وهذا ما قد لايدركه الغير متخصصين اقتصاديا ويدركون التكلفة الشاملة.

أعود لعمل المرأة والبطالة، الحل للمرأة توفير وسيلة نقل فعالة وغير مكلفة، والأهم هنا وهو موضوع مقالي "تحديد ساعات العمل" ففتح ساعات العمل لدينا بما نشاهده لن ينجح توظيف أو سعودة، فحلول هيكلة سوق العمل من خلال خلق جاذبية له وتسهيلات له سيساعد في التوظيف وليس من خلال "قرارات" فقط، فالقرارت نعم ستساعد ولكن نسبيا وليس بحلول جذرية أو شاملة، وخلق بيئة عمل للمرأة وتوسيع مسارات العمل لها، أما بوضعها اليوم فلن تجد وظيفة وتوظيف بل ستتفاقم البطالة سنويا مع النمو لسوق العمل والسكاني إذن ما الحل؟ الحل كما سبق وناشدنا وكتبنا هيكلة سوق العمل وتسهيل ظروف العمل التي ذكرنا "نقل- رواتب- تحديد ساعات العمل- تدريب- تعليم- تأهيل" والأهم خلق ثقافة عمل حقيقة لا أن يرسخ بذهن الباحثين على العمل أن هذا العمل "مشرف وهذا غير مشرف" وهذا "مقامك وهذا غير مقامك" فأيهم أفضل فقر وبطالة أم عمل شريف مهما صغر وتكبر معه؟ نحتاج خلق ثقافة عمل حقيقة تشجع لا تحبط وتعيب كما يفعل بعض من يروج ذلك لمجرد خلق مثاليات زائفة، لا أحد يقبل الفقر والبطالة ولا أحد يبدأ كبيرا، فكل شيء يبدأ من الصغر، وننزع فكرة "أنا لا أعمل هذا العمل" انتهت هذه اللغة إلا ما بقي لدى المحبطين ومدعي المثالية.

بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض