مشروع مترو الرياض التنموي

يخطئ من ينظر لمشروع مترو الرياض وهو تحت الإنشاء والبناء أنه مشروع "نقل" مجرد، بل المشروع كما رأيته وحاورت وناقشت مهندسي المشروع ومتابعة من أمين الرياض المهندس إبراهيم السلطان والعديد من مهندسي المشروع وكلهم شباب سعودي نفخر به كثيرا، وخلال زيارة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض سنحت لي الفرصة بزيارة المشروع بدعوة من الهيئة العليا لتطوير الرياض، ومرافقة مع سموه ونخبة من المدعويين. حين رأيت المشروع على أرض "الواقع" والشرح الذي تم له، وما أنجز منه يقارب 26% وهو بالموعد أو أقل قليل طبقا لما شرحه المهندسون، الأهم لدي هنا، أن الهيئة العليا تتابع كل صغيرة وكبيرة والمشروع ينجز بتسارع وإتقان ودقة كبيرة من حيث تقسيم المشروع الكلي لمترو الرياض، والمشهد العام لا تفرقه كثيرا عن أي مترو في دول تعتمد على هذه الوسيلة بل بآخر ما توصل له التطوير، والأكثر أهمية ما سيخلفه المشروع "المترو" من حيث تأثيره على منطقة محيطة بأي محطة مستقبلا وسيكون هناك ما يقارب 170 محطة طبقا لما قيل، وهذا تأثيره على المنطقة المحيطة من حيث "التنمية" سواء سكني أو تجاري أو جاذبية للمنطقة القريبة من كل محطة، بل ستكون مفضلة، وهذا سيخلق فورة استثمارية متوقعة مع انطلاق المشروع، كذلك أهمية المحفزات لاستخدام المترو، وستكون موجودة وستأتي تدرجا ولعل أهمها الأن "الزحام" أليس أكبر محفز لاستخدامه؟ والتأثير البيئي المميز له سيكون بخفض التلوث، وكذلك خفض الزحام بما يقارب 20% على أقصى حد أو نحو ذلك، وسيكون كهربائيا بدون سائق، وبما يخص السيول والأمطار تم أخذ ذلك بالحسبان هندسيا برفع المحطات عن سطح الأرض والتغطية لها وأيضا توفر وسائل التصريف فلا قلق بذلك أو كما كتبت عن ذلك مستقبلا، ولكن تبقى الأنفاق وسط الشوارع لعلي نسيت هذا السؤال؟.

المشروع قائم وعلى قدم وساق، وسيرى الجميع المؤشرات والتجربة بنهاية 2016 كما أفاد المهندسون، وأمين الرياض المهندس السلطان رجل متحمس ومتابع ويعرف أدق التفاصيل، ورحب بالزيارات للهيئة للاطلاع وأن يطلع الجميع على الأعمال، ومتابعة دقيقة، أعتقد أن الوقت سيكون أهم محور يحتاجونه لكي تبدأ الانجازات بالظهور، ونتفائل بعملهم بفكر هؤلاء المهندسين الوطنيين، وأتمنى أن ينجز المشروع بوقته أو قبل ذلك، بكفاءة وجودة واتقان، وهو ما يعد به هؤلاء الشباب المهندسين، ونثق بهم ويحتاجون التعاون والتحمل لهذه الفترة، والصبر ونحن نشهد الأن منجزا حقيقيا ودخلنا داخل الأنفاق ومسيرة تتجاوز 4 أو 5 كلم تحت الأرض، ولنا تخيل كل هذا العمل في شوارع وأماكن مزدحمة، تأخرت ولكن أتت أخيرا، والدولة لم تبخل بذلك وضخت هذا المشروع خلال 4 سنوات يفترض أن ينجز، بمجمل طول يقارب 180 كيلو متراً، كانت ممكن تقسم على سنوات 8 وليس 4، ولكن هو التحدي والحاجة والقدرة الواثقة بهؤلاء الشباب من المهندسين، مشروع تنموي هائل سينقل ويغير وجه الرياض كليا، معه قد لا تحتاج سيارة داخل المدينة وتكملها باصات النقل العام، خطورة جبارة نتشوق لها.

بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض