ماذا بعد إقرار الرسوم

وافق مجلس الوزراء خلال الجلسة التي عقدها برئاسة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز على خمس عشرة مادة، تختص بالرسوم على الأراضي، وقد حددت المادة الثانية من النظام أهداف هذا النظام إلى الآتي: أولا: زيادة المعروض من الأراضي المطورة بما يحقق التوازن بين العرض والطلب، ثانيا: توفير الأراضي السكنية بأسعار مناسبة، ثالثا: حماية المنافسة العادلة، ومكافحة الممارسات الاحتكارية. هذه الأهداف اختصرت مشكلة الإسكان بالمملكة "توازن المعروض وبسعر مناسب، منافسة عادلة بلا احتكار" ولعل هذا ما اتفق عليه الكثير بهذا الجانب، ويجب أن نقر أن مشكلة الإسكان لن تحل من خلال عامل واحد، فيجب أن يعمل على "توفير الأراضي المطورة، والسعر المناسب، والعدالة وفك الاحتكار" وهنا يأتي الدور الحكومي من خلال الأمانات والإسكان للعمل في هذا الاتجاه بتوفر متطلبات هذه الأهداف، وأن يتوفر معها "التمويل الكافي والعادل" للبناء فحتى حين تنخفض الأراضي لنفترض 20 أو 30% هل سيعني الكفاية لبناء سكن بقيمة 500 ألف ريال لمساحة أرض من 200 أو 300 متر أو حتى 400 ألف؟ فهذه العوامل الأخرى "مستوى التمويل وتكلفة البناء" لم يمسها شيء من التغير، لأنني مؤمن دوما أن حلول الإسكان لا تتم بحل واحد بل بحزمة حلول، فحين تكون قيمة أرض مترها 1000 ريال بمساحة 300 متر، وهو مطور وليس غير مطور وهذا قليل بهذا السعر اليوم "فرضا" يعني بقيمة 300 ألف ريال للأرض ونفترض انخفض المتر إلى 600 ريال "40%" فرضا بمعنى أصبحت قيمة الأرض 180 ألف ريال، فهل يكفي مبلغ 320 ألف ريال لبناء سكن بمساحة 300 متر؟ وقد أخذت الحدود الأقل وأقل من المتوسط.

يجب أن يضاف أيضا لحلول السكن مع الرسوم، مستوى التمويل، مساحة السكن، مستوى الدخل والقدرة على الوفاء به، وهكذا، فتكلفة البناء قبل 10 سنوات ليست كاليوم، ومثال ذلك تكلفة العمالة الأجنبية بالبناء والتشييد، وتكلفة المواد وهكذا، يجب العمل على الحلول "بحزمة" حلول لا بحل واحد، وهي المخرج الحقيقي برأيي لحل أزمة السكن، فالكثير يطمح بسكن 300 متر أو 500 متر، ومستوى دخله قد لا يتحمل أقساط السداد مع تكلفة سكنه من كهرباء وصيانة وغيره ناهيك عن الأسرة وحجمها وما يتبع ذلك، وأشدد دوما وتكرارا مستوى الدخل يجب أن يكون متوازنا مع السكن بتحمل تكاليفه من كل الجوانب، حتى لا يصبح عبئا، وأتفهم رغبة الجميع بسكن مريح وكبير، والسؤال هل دخلك المادي وإيراداتك يتناسب ويمكنه تحمل ذلك، هذا ما يجب أن يدركه طالب السكن، بعيدا عن كل العواطف والرغبات والطموحات، النظرة بواقعية وهدوء وعقلانية هي المهمة في هذه المرحلة، فالرغبات كبيرة ولكن ماهي واقع الإمكانيات التي لديك، وهذا ما نحتاج أن يركز عليه، فالوعي مهم وكبير هو ما نحتاجه، والاعتماد على تنويع الدخل للمواطن وتنميته وهو حل مهم لكي تتعدد لك الخيارات والقدرة ترتفع لديك، فالحكومة لن تستطيع أن تعمل كل شيء أو توفر لك كل شيء فلديها أعباء وأعمال وتحديات كبيرة ولا تلام في ذلك.

بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض