ماذا يحدث بسوق الأسهم

المتابع لسوق الأسهم السعودي خلال الأشهر الأخيرة وخاصة الشهرين الماضيين، يلحظ حجم الضعف والتراجع الذي يحدث به، وفي سوقنا للأسهم هو ليس مرآة كاملة وحقيقة للوضع الاقتصادي لاعتبارات عديدة وكثيرة ليس مجال حصرها اليوم، ولكن تأثيرات التي حدث على السوق متعددة وتبرر ما يحدث اليوم بالسوق لحد كبير لا مطلق. فتراجع النفط سعريا بما يقارب الآن 50% مقارنة عن المستويات العليا أو العام المنصرم تبين لنا أن حجم انخفاض الإيرادات من خلال النفط بحجم كبير ومؤثر وهو ما نتج عنه الحاجة لتمويل من خلال إصدار السندات الحكومية التي بدأت تباعا من مؤسسة النقد ووصلت الآن 35 مليار ريال قيمة المصدر منها والتوقعات كما ينشر أن يكون بمعدل شهري يصل 20 مليار ريال مما يعني أن تصل لنهاية العام 100 مليار ريال، وحجم الدين بالمملكة يعتبر الأقل عالميا ووصل 1.6% 2013 ميلادية، وكان الأعلى في مستوياته محليا ووصل 60% في عام 1993 حتى أنه وصل إلى 109% في عام 1998 كما نشر في التقارير الاقتصادية محليا. الآن نعود للاستدانة من خلال إصدار السندات رغم وجود الفائض المالي الذي لم يستخدم للوفاء بكل الاحتياجات المالية حتى يكون مصدرا وملاءة مالية مستقبلية، واستفادة أيضا من تدني اسعار التمويل والسيولة بالاقتصاد الوطني. أعود لسوق الأسهم بعد سرد موجز عن أسباب اصدار السندات فأثر تدني الدخل اثر على سعر صرف الريال أم الدولار رغم تثبيت السعر وهو ما يتساءل عنه البعض، وهي ببساطة يظل هناك هامش سعري يترحك به الريال أمام الدولار فهو ليس سعرا ثابتا لا يتغير بنقاط محدده، الأثر الآخر المؤثر على سوق الأسهم تبعا لانخفاض النفط، هو ما يحدث في الصين من تراجع النمو وبالتالي الطلب على الطاقة والبتروكيمايات وأثرها العالمي فهي ثاني اقتصاد عالمي، والحراك بالصين في حالة ترقب كبيرة ومتابعة جدا مهمة، فخفض اليوان الصيني ثلاث مرات، يقدم خدمة للمصدرين الصينيين ولكن يضر المستثمر الأجنبي محليا مثل شركة أبل وما في حكمها، ويخدم الشركات الصينية بالخارج كأثر ربحي على قوائمها المالية إيجابا، ولكن الصين تلعب بالنار بصناعة السعر لعملتها المحلية.

الأثر على سوق الأسهم السعودي يعتبر سريعا لسبب صغر حجم السوق مقارنة بالأسواق وطبيعة الأفراد التي تتعامل به بنسبة تقارب 85% إلى 90% مما يضع حالة التذبذب وعدم الاستقرار سمة للسوق، وهو ما يتم معالجته الآن من قبل هيئة سوق المال من خلال العمل على عمق السوق وقاعدة، ولكن ظل ذلك يحتاج زمنا ووقتا لن يكون قصيرا، وأهمية أيضا زيادة وارتفاع الوعي للمتعاملين بالسوق، وهذا لن يحدث على أي حال للجميع، ولكن حين نصل 50% وعيا مرتفعا عوضا عن تداولات سريعة وبحثا عن الربح السريع، فالمضاربون انتهازيون ولا اقصد بها المعنى السيئ بقدر المعنى الباحثين عن الربح حتى وان احترق السوق أو حدث أي شيء فأموالهم مسافرة ورحالة لا تستقر إلا بالفرص وهو حقهم متى كانت مضاربتهم قانونية وشرعية، وهذا لا يلامون عليه. سوق الأسهم يعاني من الظروف خارج السوق وليس داخله، وضعف مرونة السوق هي من الأسباب المهم وهو ما سنوضحة.

نقلاً عن صحيفة "الرياض"