متى يكتمل دور المرأة في العمل

من يتتبع أعداد النساء لدينا في حقل التعليم بكل مراحلة يجدها كما الرجال لدينا، بل وأميز تعليما، ومن حيث العدد لا فرق أبدا، والابتعاث الغالبية رجال ولكن هناك نسبة جيدة من النساء وكلهن مميزات بالغالبية ولم نسمع مبتعثة رجعت أو اخفقت، كل هذا يدلل على الشراكة والتساوي بالتعليم للمرأة والرجل ببلادنا والحمدلله، والدولة تدعم وتعلم بلا حدود للجنسين بدون أي تمييز. لكن، حين تبدأ مرحلة التخرج وسوق العمل، نجد الفوارق تتضح والفجوات كبيرة جدا، فالبطالة النسائية لدينا تفوق 30%، ولأن البطالة لدينا ليست كأي دولة بالعالم حيث يجب أن نضع نسبتين للبطالة نسبة للنساء تفوق 33% ونسبة للرجال تقارب 6%، ومزجها ووضعها بنسب تقارب 10% أو نحو ذلك.

السؤال هنا لماذا هذا الخلل وتعطيل القوى العاملة النسائية لدينا بصورة كبيرة جدا، وأصبحت معاناة كبيرة، آخر إحصاء ظهر من وزارة الاقتصاد الوطني "أكدت وزارة الاقتصاد والتخطيط، أن الإناث السعوديات يُشكلن 70% من إجمالي السكان السعوديين ممن هم خارج قوة العمل، في حين يشكل الذكور النسبة المتبقية والبالغة 30%، مبينة أن غالبية السكان السعوديين يقعون خارج قوة العمل ضمن فئة الحاصلين على تعليم دون الثانوي بنسبة 58%، بينما يأتي في المرتبة الثانية الحاصلون على الثانوية أو ما يعادلها بنسبة 36%"، يعني نتحدث عن أعداد نسائية بلا عمل أضعاف الرجل مع تساوي كل فرص التعليم بل وهي تتفوق كما ذكرنا تعليما.

هذه البطالة النسائية تزيد سنويا، فالتقديرات للخريجين من الثانوي سنويا تقارب 350 إلى 370 ألفا من الجنسين، والنساء نصفها حين نتحدث عن 170 ألف امرأة سعودية تقريبا، ومن يكمل للشهادة الجامعية هن الغالبية فمخرجات الجامعات سنويا وما في حكمها للنساء لن يقل عن 150 ألف امرأة سعودية، وكل هذه الأعداد قوى عاملة تريد فرص عمل، ولها أهداف ومستقبل وتطلعات وطموحات كأي إنسان، ولكن الواقع يقول إن فرص العمل لا تتاح لها إلا بنطاق ضيق والتركيز على التعليم والمجال الطبي أو نحو ذلك، ولكن الحقيقة أننا نحتاج المرأة بأعمال كثيرة، للشركات للقطاع الخاص وهو المكان الحقيقي لفرص العمل، فالدولة لن تستطيع توفر عمل لكل هذه الأعداد بأي حال، إذاً نحتاج بيئة عمل تسهل وتيسر للمرأة، بقوانين تحميها ولفرص تفتح جديدة، مع تشجيعها على العمل الخاص، ولنا في الإنستغرام مثال لعمل النساء أو الأسر المنتجة فهي تملك الرغبة والإصرار بالعمل والبحث عنه لكن الفرصة والحماية لها والدعم هو ما تحتاج، لا يجب أن ننتظر ماذا ستقدم الخدمة المدنية أو أي جهة حكومية، العمل مصدره العمل الحر والقطاع الخاص غير ذلك لا حل وتضييع للوقت، ويجب أن يكون التركيز عليهما، بتوفير كل ما يسهل ذلك، وإلا الأعداد لن تتراجع للعاطلات، وستزيد، وستزيد معها المشكلة، ونحن بحاجة حقيقة لكل يد عاملة، ولا نضع العائق ونصنعه بل يجب وضع الحلول والعمل عليها وبأسرع وقت، فالبطالة لا خير فيها من كل الجوانب، ونحن نحتاج أبناءنا وبناتنا كمنتجين والدولة تحملت العبء والتكاليف بمئات المليارات من الريالات.

* نقلاً عن صحيفة "الرياض"